هكذا كاد النعم ميارة أن يتسبب في أزمة دبلوماسية بين المغرب ودولة إفريقية صديقة

سياسة كتب في 16 فبراير، 2024 - 20:47 تابعوا عبر على Aabbir
ميارة
عبّر

 

وضع رئيس مجلس المستشارين، النعم ميارة، في موقف لا يُحسد عليه، بعدما سمح لممثل غير شرعي للبرلمان بدولة غينيا بيساو بأن يتلو خطابا له، داخل الندوة التي جرى تنظيمها يوم الخميس 15 فبراير الجاري بمجلس المستشارين.

 

وقد نُظمت الندوة بحضور أكثر من 40 من رؤساء البرلمانات الإفريقية والعربية ومن أمريكا اللاثينية، للمشاركة في لقاء حول التعاون البرلماني جنوب-جنوب، وقام من خلالها الممثل غير الشرعي لغينيا بيساو بتوجيه انتقادات لبلاده وهاجم مؤسساتها.

 

وقد استغل المتحدث الفرصة التي مُنحت له من طرف ميارة، ليتحدث عن أمور متعلقة بالشؤون الداخلية لبلاده، والتي لا يجوز أخلاقيا وفي الأعراف الدبلوماسية أن يعلق عليها رسميون من دول أجنبية. حيث كشف أن بلاده تعيش أزمة سياسية ما بين رئيس الجمهورية أومارو سيسيكو إمبالو، والبرلمان الذي تهيمن عليه المعارضة برئاسة دومينغو بيرييرا.

 

وبحسب ما كشف عدة مستشارين برلمانيين، فقد بدا الجمود واضحا والارتباك على محيا النعم ميارة، لكونه لم على دراية مسبقة قبل استدعاء الغيني التي تحدث في المجلس، وما زاد في الطين بلة أنه لم يكن على علم بالوضعية السياسية التي تعيشها غينيا بيساو، منذ أن قرر رئيس الجمهورية في بداية دجنبر الماضي حل البرلمان.

 

وكادت هذه الزلة التي وقع فيها النعم ميارة، أن تعصف بالعلاقات الدبلوماسية المتميزة للمغرب مع دولة صديقة تدعم الوحدة الترابية للمملكة، والتي أكد وزير خارجيتها في آخر لقاء مع بوريطة أن “غينيا بيساو تعترف بسيادة المملكة على كامل أراضيها، وتلتزم ببذل كل ما في وسعها من أجل الاعتراف بهذا المعطى على الصعيد الدولي”.

 

وكثُرت الأخطاء الفادحة التي يرتكبها رئيس مجلس المستشارين والتي لم تصبه هو فقط في شخصه بل تصيب الدولة المغربية ككل. فبعد سب نواب الأمة واصفا إياهم بـ”الباسلين”، في جلسة دستورية علنية مشتركة بين مجلسي البرلمان نقلت على المباشرة، ثم واقعة الأزمة السياسية التي كاد أن يحدثها مع إسبانيا السنة الماضية بسبب تصريحاته حول سبتة ومليلية أسابيع قليلة بعد عودة الدفئ مع الجارة الشمالية.

 

ويضاف إلى ذلك، الكارثة التي كاد أن يحدثها بسبب قبوله زيارة الكنسيت الاسرائيلي بالعلم والنشيد المغربي مما كان سيعتبر اعترفا رسميا بالقدس كعاصمة لإسرائيل ضدا على توجهات المملكة، لولا (الوعكة الصحية) التي أرجعته للمغرب على وجه السرعة. ناهيك عن عبثه بصورة حقوق الإنسان في المغرب، من خلال حفل تقديم هدايا قيل عنها الكثير في عرس ابنته والتي لم يكذبها هو شخصيا بشكل رسمي وعلني، خصوصا أنها حازت على اهتمام الرأي العام المغربي لعدة أيام.

 

وسبق لأحد أحد النواب المنتمين إلى حزب في المعارضة فضل عدم كشف هويته، أن علّق على أخطاء النعم ميارة، بقوله إنه ليس هناك داع للاستغراب من تصرفات ميارة، فهو شخص حديث العهد بممارسة السياسية داخل المؤسسات الكبرى، وأنه ربما لا يعلم أنه يوجد في مركز رابع في الهرم الدستوري بعد رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة الذين يعلوهم صاحب الجلالة في هذا الهرم.

 

وحسب تعبير النائب، فربما هناك من ضمن لميارة عدم المساءلة عن هذه الفضائح التي ارتكبها ” غير أنه خلال تجديد هياكل مجلس المستشارين شهر أكتوبر المقبل قد يكون هناك جزاء ما لميارة على كثرة أخطائه سواء السياسية أو الإدارية للمجلس”.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع