دعوات لوقفة احتجاجية ضد ماكرون والشيات لـ”عبّـر”: فرنسا لن تستطيع استعادة ثقة المغرب إلا إذا اعترفت بمغربية الصحراء

سياسة كتب في 20 سبتمبر، 2023 - 18:00 تابعوا عبر على Aabbir
ماكرون
عبّر

لا تزال الخرجة الإعلامية للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، التي خاطب من خلالها المغاربة بخصوص المساعدات الموجهة للمتضررين من الزلزال، (لا تزال) تواصل تداعياتها؛ حيث ارتفعت المطالب بالخروج في وقفة للاحتجاج ضد تدخله في  شؤون المغرب.

وفي هذا الصدد، دعت ثلاث هيئات إلى تنظيم وقفة احتجاجية، الجمعة 22 شتنبر الجاري، أمام السفارة الفرنسية بالرباط، وذلك احتجاجا على ما أسمته بالتدخل السافر للرئيس الفرنسي، في الشؤون الداخلية للمملكة المغربية.

خالد الشيات، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، قال في تصريح لموقع “عبّـر.كوم“، إن “هذه المبادرة هي من المجتمع المدني وليست مبادرة ذات ارتباط حكومي، وربما تم الترخيص لها للتعبير عن احتجاجها لحدث معين مرتبط بخطاب الرئيس ماكرون للمغاربة. وأن هناك ما ينفي ذلك من الناحية الشكلية يعني لاعتبارات ذات طبيعة قانوينة واعتبارات ذات طبيعة موضوعية للاحتجاج، وهو فعل حضاري يتم داخل الدول الديمقراطية كما يتم في فرنسا وفي غيرها من الدول”.

وأوضح أستاذ العلاقات الدولية، أن قبول هذه الفكرة ليس هو المشكل. إلا إذا كان ذلك سيشكل مزيدا من التوتر بين العلاقات المغربية الفرنسية. مشيرا إلى أن هذه الوقفة لن تفعل ذلك لأنها تعبير عن وجود أزمة حقيقية بين المغرب وفرنسا.

ولفت الشيات، إلى أن “هناك دائما تعابير مختلفة يمكن من خلالها الحديث عن وجود أزمة بين دولتين وهناك أيضا تعابير أو آليات للوصول إلى حل لهذه الأزمات، بمعنى أنه إذا كان ذلك سيغضب الرئيس الفرنسي فليس هذا هو السؤال المهم الذي يجب أن نطرحه بل ما يجب أن نطرحه هو الكيفية التي يمكن من خلالها الرئيس الفرنسي أن يتجاوز هذه الأزمة التي أعتقد أنه يتحمل جزءا كبيرا من وجودها مع المغرب لاعتبارات موضوعية”.

ويتعلق الاعتبار الأساسي، يضيف الأستاذ الجامعي، بأن فرنسا في ظرفية اقتصادية صعبة دفعتها للتقارب أكثر مع الجزائر، طبعا ذلك سيكون عل حساب المصالح الاستراتيجية المغربية، وهذا الأمر أدى إلى وجود قراءات مختلفة في فرنسا ذاتها، القراءة الأولى هي أن هذا الفعل طبيعي في مرحلة الأزمة الاقتصادية وحاجة فرنسا إلى الطاقة والغاز والبترول وغيره، والجزائر قامت بإمدادها بذلك”.

وفيما يخص الاتجاه الثاني، فيرى أستاذ العلاقات الدولية، بأن العلاقات مع الخارج تبنى على المستوى الاستراتيجي وليس على المستوى الظرفي، وبالتالي فالحفاظ على علاقات متميزة مع من كان أولوية للتقارب مع الجزائر، التي لن تستفيد منها فرنسا في أي محطة من المحطات غير استفادتها على المستوى الطاقي”.

أما الآلية الأخرى لإيجاد هذا الحل، وفق الشيات؛ هو موقف فرنسا من قضية الصحراء المغربية التي تبقى دائما هي المحرار والعيون والمنظار الذي يرى به المغرب علاقاته مع الخارج، وبالتالي فتأكيد مغربية الصحراء من طرف فرنسا سيكون عاملا أسياسيا لتجاوز هذه الأزمة.

وأشار الشيات، إلى أن فرنسا لها موقف إيجابي فيما يتعلق بالحكم الذاتي. غير أن الموقف الأكثر تقدما هو أن يكون هناك اعتراف مباشر بمغربية الصحراء كما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وغيرها من الدول الأخرى التي ذهبت إلى حد إحداث قنصليات بالمدن الجنوبية المغربية.

وأكد أستاذ العلاقات الدولية، أنه بهذه الطريقة تستطيع فرنسا أن تستعيد الثقة؛ ثقة دولة لها علاقات تاريخية واستراتيجية وحليف تاريخي مضمون الذي هو المغرب.

وكانت كل من “المنظمة المغربية للمواطنة والدفاع عن الوحدة الترابية” و”المرصد الوطني للشباب الملكي والإعلام” و”المجلس الوطني لمتطوعي المسيرة الخضراء” لجهة الدار البيضاء سطات، دعت إلى تنظيم وقفة احتجاجية، أمام سفارة فرنسا بالرباط ، للرد على استفزازات الرئيس الفرنسي الذي “سعى بأسلوبه غير الحضاري بمحاولته زعزعة استقرار وطننا”. وفق ما جاء في بلاغ مشترك للهيئات المذكورة.

غزلان الدحماني – عبّــر

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع