فوناس: لقاء بنموسى وأولياء التلاميذ لم يسفر عن خطة لتدارك الزمن المدرسي ويجب سحب النظام الأساسي للحد من الاحتقان

تقارير كتب في 29 نوفمبر، 2023 - 15:15 تابعوا عبر على Aabbir
النظام الأساسي
عبّر

 

لا يزال المصير الدراسي لملايين التلاميذ بالمدارس العمومية مجهولا، في ظل استمرار إضرابات الشغيلة التعليمية الرافضة للنظام الأساسي ولمخرجات الحوار الذي تم بين رئيس الحكومة والنقابات التعليمية بداية الأسبوع الجاري، والذي أسفر عن تجميد هذا النظام دون سحبه وإلغائه كما يطالب بذلك الأساتذة.

ولقي قرار تجميد النظام الأساسي رفضا واسعا من طرف رجال ونساء التعليم الذي أعلنوا التصعيد والتشبث باحتجاجاتهم، وهو ما سيزيد هدر مزيد من الزمن المدرسي والذي كان موضوع اجتماع بين وزير التربية الوطنية والفدراليات الممثلة لجمعيات أمهات وآباء وأولياء أمور التلميذات والتلاميذ، يوم أمس الثلاثاء، حيث تم الاتفاق على تقديم الدعم لهؤلء التلاميذ.

أحمد فوناس، رئيس الرابطة الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، قال إن اللقاء تم بين بنموسى وثلاثة تنظيمات تمثل أسر التلاميذ، فيما تم إقصاء الرابطة الوطنية من هذا اللقاء. مشيرا إلى أنها المرة الرابعة خلال هذه السنة التي يتم فيها إقصاء الرابطة دون معرفة السبب. معتبرا أن هذه التنظيمات موالية لبعض قرارات الوزير.

وأضاف فوناس، في تصريح لموقع ” عبّـر.كوم”، إن لقاء بنموسى سبقه لقاء رئيس الحكومة والنقابات ” وما سجلناه هو غياب التطرق إلى موضوع التلميذ في هذا اللقاء الذي يعتبر نواة كل ما يجول، لأنه إذا لم يكن التلميذ موجودا فلن يكون هناك لا أستاذ ولا مدرسة ولا وزير ولا أي شيء في هذه المنظومة. وبالتالي غابت النواة الأساسية التي هي التلميذ والذي ضاع حقه الذي منحه إياه الدستور المغربي والاتفاقيات الدولية، وهو حق التمدرس”.

وفي تعليقه على لقاء الثلاثاء؛  يرى فوناس أنه بعد الاطلاع على بلاغ الوزارة بخصوص الموضوع، تبين أن الأخير افتقد لأي خطة ولم نسجل ارتياح الأسر، فقد تضمن كلاما فضفاضا لا يسمن ولا يغني من جوع. مشيرا إلى أن الأسر تعيش الآن أزمات نفسية واجتماعية واقتصادية من جراء عدم التحاق التلاميذ بمدارسهم ومن جراء الإضراب، ومن جراء تعنت الحكومة.

غياب خطة استدراك الومن المدرسي

وأوضح رئيس الرابطة الوطنية، أنه كان يُنتظر أن يُسفر لقاء بنموسى والتنظيمات عن عرض خطة أو اسراتيجية لاستدراك ما ضاع من هدر زمني لحق مشروع للتلميذ في التمدرس ” إلا أننا توصلنا بالبلاغ الذي نشرته الوزارة وبالصور التي تم التقاطها فيما لم يكشفوا عن أية خطة”.

وتساءل المتحدث ذاته، عن الطريقة التي سيتم من خلالها استدراك 7 أسابيع خلال عطلة من أسبوع، وعن المنهجية التي سيتم اعتمادها في ذلك. مشيرا إلى أن الأشخاص الذي حضروا اللقاء ويمثلون الأسر في إشارة إلى تنظيمات وطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ ” لم نسمع ما قالته خلال اللقاء، لقد سمعنا من خلال بلاغ الوزارة  أنها استحسنت واستحسنت وتبارك”.

وانتقد فوناس، غياب الرأي الاستشاري لهاته الهيئات، متسائلا بقوله:” هل تقدمت بخطة علاجية للوقت المهدور؟ هل تكملت عن كيفية الحد وتوقيف هذه الإضرابات وعودة الأساتذة وعودة المياه إلى مجاريها؟ هل تكلمت عن المقاربة الأمنية والسلم الاجتماعي الذي كنا نعيشه في بداية السنة؟ هل تكملت عن محاسبة وتقييم الدخول المدرسي؟.

كما استغرب من حديث وزير التربية الوطنية عن مدارس الريادة وما حققته من إنجاز، في وقت لم يلتحق فيه التلاميذ بمدارسهم. داعيا الحكومة والوزرة لمواجهة الشارع المغربي بكل صراحة والكشف عن خطتهم، عوض الحديث بلغة غير مفهومة لدى العامة.

وحول رفض الأساتذة لقرار تجميد النظام الأساسي؛ اعتبر فوناس، أن لقاء رئيس الحكومة مع النقابات زاد من السخرية، وبالتالي إذا كانت الحكومة تريد الحد من الفوارق الاجتماعية ومن هذه المشاحنات الموجودة، فعليها سحب هذا النظام. لافتا إلى أنه لا يدافع عن الأستاذ بقدر ما يدافع عن مقاربة حقيقية لثلاثي يكون المنظومة التربوية.

ويتمثل هذا الثلاثي، بحسب فوناس في ” مدرسة حديثة تتوفر على مختلف التجهيزات الحديثة شبيهة بالمدارس الرائدة، والمكون الثاني هو الأستاذ يجب أن تُصان كرامته وأن يشتغل في أجواء محفزة، والثالث وهو التلميذ المكون الأساسي الذي يجب أن يذهب للمدرسة وهو يحبها وليس كاره لها. وبالتالي توفير جو عائلي يشجع على التمدرس، وهذا نفتقره سواء في قرار رئيس الحكومة أو في البلاغ المضحك الذي خرج به وزير التربية”.

وانتقد رئيس الرابطة الوطنية أيضا، طريقة اشتغال الوزارة، خاصة فيما يتعلق بالمقاربة التشاركية حيث تم إقصاء الرابطة من مختلف اللقاءت التي عقدتها الوزارة مع التنظيمات الممثلة للأسر؛ في وقت تتوفر فيه على الوصل النهائي والملف القانوني وفقا لما طالبت به الوزارة. مشددا على أن الرابطة الوطنية تنظيم قانوني ولا تزال تعاني من الإقصاء دون معرفة أسباب ذلك.

الدعم التربوي

وبخصوص الدعم الذي تعتزم الوزارة تقديمه للتلاميذ؛ قال فوناس، إن ” الوزارة لا تزال ترسخ التمييز وعدم تكافؤ الفرص لأن المتعثر هو من وجب دعمه، ولكن في هذه الحالة التلاميذ لم يدرسوا شيئا وكلمة الدعم غير صحيحة في الوهت الراهن، يجب أن يقول الوزير سنُدرس التلاميذ ما لم يدرسونه وليس دعمهم”. موضحا أن الدعم  هو الدعامات “مثل بناء آيل للسقوط ونقوم بوضع دعامات له”، وهنا ” التلاميذ لم يدرسوا وقبل ذلك فإننا نقوم بتقييم التعثرات وبعدها نقوم بالدعم من أجل تدارك تلك التعثرات، وهنا نتحدث عن تعثر الدخول المدرسي بصفة نهائية”.

وانطلاقا من ذلك، دعا فوناس، لدعم هذا الاحتقان من أجل وضع حد له ورجوع الأساتذة والأستاذات للمدرسة وانطلاق الدراسة بشكل رسمي ” وبعدها يتم وصع استراتيجية جماعية وإخبار الأسر بأنه ستتم إضافة ساعات أو احتمال تدريس أبنائهم وبناتهم ليلا. وبالتالي هناك مجموعة من الأشياء يجب القيام بها في إطار المقاربة التشاركية من أجل احتواء الوقع الكارثي الذي نعيشه الآن المغرب”.

ولفت المتحدث ذاته، إلى أنه من العيب التوجه إلى الملك محمد السادس بمثل هذه التفاهات التي تعتبر بسيطة. خاصة وأنه سبق للملك أن ذكر في إحدى خطاباته ما معناه أن لن يرد أي مواطن توجه إليه في حالة استحالة تجاول السياسي مع بعض المطالب. وبالتالي فإنه بإمكان الحكومة حل المشكل.

واستغرب رئيس الرابطة الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، من إخراج وزير التربية الوطنية لمرسوم في وقت غير مناسب يعيش فيه المغرب الجفاف وبعده عاش أزمة الزلزل. متسائلا حول ما إذا كان الوزير قد أخرج المرسوم من تلقاء نفسه أم من طرف أشخاص يريدون سوءا بهذا البلد. مؤكدا الوقوف في وجه كل التوجهات التي تريد مس المقاربات الأمنية والسلم الاجتماعي للمملكة.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع