خبير في المناخ يبسط أسباب قلة التساقطات المطرية ويدعو لعقلنة استعمال الموارد المائية

مجتمع كتب في 24 نوفمبر، 2023 - 17:00 تابعوا عبر على Aabbir
التساقطات المطرية
عبّر

 

تسود تخوفات في صفوف الفلاحين المغاربة بسبب تأخر نزول الأمطار شهر نونبر الحالي، على الرغم من التساقطات المطرية التي شهدتها المملكة نهاية أكتوبر الماضي.

وعلى الرغم من أن الفلاحين لا يزالون يواصلون عملية الحرث، إلا أن توقف الأمطار منذ أكتوبر الماضي جعل العديد منهم يتخوفون من تضرر الزراعات الفلاحية، كما السنة الماضية.

محمد سعيد قروق، أستاذ علم المناخ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، قال إن التساقطات المطرية في المغرب تعرف نُظاما عاما مرتبط بالعودة المحتملة أثناء الفترة الباردة التي يدخل فيها قسم من فصل الخريف وقسم من فصل الشتاء وكذا قسم من فصل الربيع، ما يعني نصف سنة تقريبا.

وأوضح قروق، في تصريح لموقع ” عبّــر.كوم”، أن التساقطات المحتملة ( يمكن أن تكون كما يمكن أن لا تكون) وهذه طبيعة الدورة المائية في المغرب المرتبطة من جهة بالتبخر من أماكن متعددة في العالم، ومن جهة أخرى بعودة هذه المياه ومنها ما يوجد في المغرب.

وتابع أستاذ علم المناخ ، أن المغرب ” بلد يوجد في عروض شبه مدارية يعني بها ضغوط مرتفعة البنوية، وبالتالي الآن نتحدث عن الجفاف وكأنه حديث الاكتشاف والظهور وهذا خطأ لأن الجفاف  موجود دائما والمغاربة يعيشون معه”.

وبحسب قروق، فإن الحضارة المغربية ” بُنيت على هذا الوضع منذ سنين، والنتيجة هي أن المغاربة ألفوا العيش في بئية توجد بها موارد مائية محدودة ومضبوطة، وهذا ما جعل المغفور له الحسن الثاني يقرر في بداية الستينات من القرن الماضي أن ندخل ما سماه بسياسة السدود، وكان قرارا جريئا كلف ربع ميزانية الدولة منذ تلك الفترة وهذا ليس بالشيء البسيط”.

وأكد أستاذ علم المناخ، أن القرار الاستراتيجي الذي تم في تلك الفترة والذي يُكمل عليه اليوم صاحب الجلالة محمد السادس من نتائجه اليوم أننا نتوفر على ترسانة من السدود وهو ما يجب الافتخار به من الناحية التقنية لأننا أمام تحدي كبير على الصعيد العالمي وله مرجعية في هذا الباب.

وأشار قروق، إلى أنه رغم تعبئة أكثر من 18 مليار من الأمتار المكعبة في السدود، إلا أن التحدي التكنولوجي أو التقني لم نستطع مواكبته بتحدي آخر اجتماعي وسياسي وتدبيري وهذا هو بيت القصيد “إذ تم إنشاء هذه السدود لكي لا يكون هناك خصاص في الماء وأن لا يكون لدينا مشكل الجفاف”.

ونبه المتحدث ذاته، إلى أنه عند عودة الجفاف رغم ترسانة السدود، يعني أن هذه الأخيرة لا تقوم بدورها وبالغاية التي وُضعت لأجلها وهذا ما يجعلنا نعاني من الخصاص. مشيرا إلى أن المشكل مرتبط بإدارة الماء واستعماله بطريقة غير معقلنة كما لو أننا لا نعيش الجفاف.

وأوضح قروق، أن المغرب يعرف فترة انتقالية، ذلك أن فصل الخريف هو فصل انتقالي بين فصلي الصيف والشتاء، وعليه فإن هذا الفصل يمكن أن تطغى عليه الظواهر الصيفية كما يمكن أن تطغى عليه الظواهر الشتوية؛ يعني هناك تناوبا بينهما.

وأشار أستاذ علم المناخ، إلى أنه اليوم وصلنا لأواخر فصل الخريف وليست هناك أمطار. مُستدركا بقوله ” وهذا لا يعني أنه لن تكون هناك أمطار، يمكن أن تكون أمطار في فصل الشتاء”.

وعلى الرغم من أن فصل الخريف لم يكن ماطرا، إلا أنه يوجد شيء لا يتم الانتباه إليه، وهو الضباب، يضيف قروق. شارحا إياه بأنه أصبح ظاهرة تغطي جميع المدن المغربية خاصة الساحلية.

وأكد المتحدث ذاته، أن الضباب لديه دور كبير في ترطيب التربة وفي إنعاش الفلاحة ويُعوضها في كثير من المياه التي تسقط لحد الآن. داعيا إلى التعامل مع قلة التساقطات بمنظور مغاير حقيقي يجعلنا نتعامل مع مواردنا المائية التي هي في متوسطها 22 مليار، بطريقة محكمة لكي لا نتكلم مستقبلا عن شيء اسمه الجفاف.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع