بودن: فرنسا تدرك اليوم أن ملف الصحراء المغربية مسألة وجودية بالنسبة للمغرب وهي المحور الأساسي لأفق أرحب في العلاقات مع المغرب

سياسة كتب في 27 فبراير، 2024 - 14:01 تابعوا عبر على Aabbir
فرنسا
عبّر ـ ولد بن موح

اعتبر المحلل السياسي، محمد بودن، أن الصحراء المغربية هي الموضوع الرئيس للعلاقات المغربية الفرنسية في الوقت الراهن، والتعاون في مختلف المجالات هو الهدف العام، مؤكدا أنه من الممكن أن يتضح الاتجاه الإيجابي للعلاقات بين المغرب و فرنسا، في أقرب وقت مع استمرار  الآليات الدبلوماسية الثنائية في بذل قصارى الجهود لازالة مختلف العقبات و تقديم توضيحات إضافية لتحقيق اقتران بين الأقوال و الأفعال.

وفي السياق، شدد رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، أن تصريحات وزير الشؤون الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه من الرباط، تتيح فرصة جديدة للانتقال من سوء الفهم إلى التفاعل وتجديد النقاش المغربي – الفرنسي حول المرحلة القادمة ومختلف الاستحقاقات الثنائية في أفق بناء تفاهمات مغربية – فرنسية مشتركة في إطار رفيع المستوى وبعيد المدى، وتجديد حيوية الصداقة التقليدية برعاية جلالة الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وتعزيز الثقة السياسية المتبادلة، وتوسيع مجالات التعاون العملي، وتحقيق تقدم جديد في رؤية فرنسا للمصالح العليا و السيادية للمملكة المغربية و القيام بالمزيد من الخطوات الطموحة التي تساعد على نمو العلاقات مرة أخرى و الانتقال بها نحو فصل  جديد من  الشراكة الإستراتيجية بين البلدين.

وشدد الخبير في الشؤون الدولية، أنه في العلاقات المغربية الفرنسية ثمة بحث دائم عن أجوبة جديدة لأسئلة قديمة ومع ذلك فإن المنطق الجديد و المعاصر يمكن أن يجعلها علاقات نموذجية و أعتقد أن هناك تصور جديد سينضج لتعافي العلاقات المغربية الفرنسية لاستعادة زخمها التقليدي و الشامل.

وأضاف المتحدث، أن فرنسا تدرك اليوم أن المغرب بلد محوري في القارة الإفريقية والفضاء الاورو متوسطي بفضل قيادة جلالة الملك محمد السادس لمبادرات وطنية و إقليمية و دولية ملموسة بخصوص الازدهار المشترك والسلام والتنمية والتعايش و بالتالي فإن أهمية المملكة المغربية في مجالات التعاون و العمل المشترك أصبحت حقيقة يمكن للجميع رؤيتها و لا يمكن التغافل عنها أو تجاهلها.

ولهذا يعتبر بودن، أن المملكة المغربية تطمح لتطوير علاقاتها في إطار قاعدة تنويع الشركاء بروح المساواة و الاحترام المتبادل و الوفاء بالالتزامات و تتطلع دائما لأن تتطور العلاقات مع الشركاء التقليديين وفق منطق جديد ونظارة ملف الصحراء المغربية و بمنأى عن تكرار الخطاب القديم في قواعد التعامل الذي لم يعد يواكب الطموحات.

كما أن فرنسا، يقول المتحدث، تدرك اليوم أن ملف الصحراء المغربية مسألة وجودية بالنسبة للمغرب وهي المحور الأساسي لأفق أرحب في العلاقات مع المغرب و بالتالي فإن إضافة أبعاد أخرى للعلاقات يعتمد على هذه الركيزة المحورية للعلاقات و من المؤكد أن فرنسا تضع بعين الاعتبار موقعها بين الشركاء التجاريين للمغرب و هي التي كانت في المقدمة لفترات طويلة وتحتل الرتبة الثانية بقيمة تبادل يقارب 14 مليار يورو ( إسبانيا 20 مليار يورو )  فضلا عن إيلاء فرنسا لأهمية التنسيق الأمني و التشاور السياسي مع المغرب.

وخلص الخبير في الشؤون الدولية، إلى أن تصريحات وزير الخارجية الفرنسي تعكس تقدير دبلوماسي وسياسي مهم لتحييد ضباب سوء التفاهم الذي حجب القيمة التاريخية و الإستراتيجية للعلاقات المغربية الفرنسية خلال السنوات الأخيرة و يمكن العثور في هذه التصريحات على بعض الإضافات في الموقف الفرنسي من سيادة المغرب على صحرائه في البعدين الاقتصادي و الثقافي.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع