بعد سيطرة طالبان..هل يورط “عراب الفوضى”فرنسا في الحرب بعد لقاءه زعيم المقاومة؟

أخبار دولية كتب في 25 أغسطس، 2021 - 21:00 تابعوا عبر على Aabbir
طالبان
عبّر ـ ولد بن موح

عبّر

 

أثار وصول برنار هنري ليفي الصحفي والكاتب الفرنسي الذي يحظى بأذني الرئيس ماكرون إلى وادي بنجشير ولقائه مع أحمد مسعود زعيم المقاومة ضد طالبان التكهنات بشأن دور فرنسي محتمل في أفغانستان بعد انسحاب أمريكا.

و ليفي، البالغ من العمر 72 عاماً، ليس مجرد صحفي أو كاتب أو فيلسوف عادي، يعتبر “المبعوث السري” للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لكن تأثيره على السياسة الخارجية لفرنسا يعود إلى سنوات طويلة مضت.

وُلد ليفي في 5 نوفمبر 1948 في مدينة “بني صاف” الجزائرية، أثناء الاحتلال الفرنسي، لأسرة يهودية غنية، وانتقلت الأسرة للعيش في باريس بعد أشهر قليلة من ولادته.

وتزوج الفيلسوف الملياردير من الممثلة الفرنسية “أرييل دومباسل” وأنجبت له ابنتين قبل أن يطلقها ويتزوج الممثلة سيلفي بوسكاس. وفي عام 1995، توفي والد ليفي تاركاً له شركة باعها بعد عامين بمبلغ 750 مليون فرانك.

وبدأت شهرة ليفي داخل فرنسا عام 1971 عندما عمل مراسلاً حربياً في بنغلاديش أثناء الحرب التي أدت إلى انفصال بنغلاديش عن باكستان، وكانت تلك التجربة مصدراً رئيسياً لكتابه الأول “بنغلاديش – القومية في الثورة”.

لكن كتابه عن الأيديولوجيا الفرنسية، المنشور عام 1981، كان له تأثير كبير على اشتهار ليفي، حيث أثر الكتاب تأثيراً كبيراً على الفرنسيين، وتعرض ليفي لانتقادات كثيرة من أكاديميين فرنسيين بارزين اتهموه بصياغة التاريخ الفرنسي بصورة غير متوازنة وبنهج غير علمي.

كواحد من الفلاسفة الجدد في فرنسا، كان لليفي تأثير كبير على الأحداث السياسية، خصوصاً أنه ناشط سياسي ذائع الصيت، وكان دائماً في طليعة المنادين بالتدخل العسكري في أي أزمة حول العالم، خصوصاً أنه يرى في استعمار الدول الكبرى لدول العالم الثالث “أمراً إنسانياً” وليس إمبريالية وغزواً.

وهكذا كان ليفي في طليعة الداعين الفرنسيين إلى التدخل في حرب البوسنة عام 1990. كما أن دوره في تقسيم السودان وعلاقته الوثيقة بجون جارانج رئيس جنوب السودان السابق أمر يفاخر به الملياردير الفرنسي، الذي يتمتع أيضاً ببصمات غير خافية في كل مكان شهد حروباً وأزمات.

لكن دوره في ليبيا بشكل خاص كان حاسماً وتعرض بسببه إلى انتقادات ولعنات ظلت تلاحقه لسنوات. وكان ليفي موجوداً في القاهرة عندما اندلعت الثورة في ليبيا ضد معمر القذافي، وتوجه إلى بني غازي ومنها إلى باريس، حيث التقى الرئيس الفرنسي وقتها نيكولا ساركوزي وقال له: “إن التدخل الإنساني في ليبيا ليس كافياً بل يجب أن يكون الهدف الحقيقي هو الإطاحة بالقذافي”، ووافق ساركوزي بالفعل، وعين ليفي مبعوثاً له إلى ليبيا.

وفي ذلك الوقت كان يطلق على ليفي “وزير الخارجية رقم 2″، وكان يتحكم تماماً في قرارات ساركوزي فيما يتعلق بليبيا، بحسب اتهامات منتقديه، لكنه لم يُعر الانتقادات اهتماماً، ووصفته الغارديان البريطانية في تقرير لها بأنه “شخص لا يبالي مطلقاً” بأي تبعات لتدخلاته الفجة في شؤون الدول.

وكشفت تفاصيل تلك الفترة، من خلال تقارير ووثائق وتصريحات ليفي نفسه والفيلم الوثائقي “قسم طبرق” الذي أخرجه عن دور الناتو في ليبيا، عن مدى تأثير ليفي على القرار الفرنسي، لدرجة أن بعض الوثائق أشارت إلى أنه كان يطلب من ساركوزي بلهجة الآمر تنفيذ الخطوات المتتالية، وكان الأخير يسارع إلى الطاعة دون أي تأخير.‏

والآن مع عودة طالبان إلى حكم أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكي، وتحول البلاد إلى بؤرة الاهتمام العالمي، ظهر ليفي في إقليم نجشير بصحبة أحمد مسعود، نجل أحمد شاه مسعود الملقب “بأسد بنجشير”، والذي يحاول الآن تشكيل جبهة مقاومة لحركة طالبان ويستعد لمنع الحركة من السيطرة على الولاية الأخيرة التي لم تصبح بعد تحت سيطرتها.

ونشرت وكالة Pajwok الأفغانية الأربعاء 18 أغسطس/آب، بعد 3 أيام فقط من سيطرة طالبان على العاصمة كابول، صوراً تظهر ليفي برفقة أحمد مسعود، في وادي بنجشير، بعد أيام قليلة من نشر “الفيلسوف الفرنسي” خطاباً أرسله له مسعود مستنجداً بفرنسا لتسليحه ضد طالبان.

وتسيطر طالبان، على جميع التراب الأفغاني باستثناء إقليم بنجشير، الذي يتزعمه أبن القائد أحمد شاه مسعود، أحمد مسعود.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع