بحيرة سطات من معلمة تاريخية لمزبلة حقيقية

الأولى كتب في 22 ديسمبر، 2018 - 22:57 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

 

 

نبيل أبوزيد  ـ عبّر

كانت بحيرة البطوار أيام إدريس البصري، محجا ومتنفسا للعائلات من مختلف المدن المغربية المجاورة وحتى البعيدة، نظرا لموقعها المتميز وتصميمها الراقي وفضاءاتها الطبيعية المتنوعة، ومساحتها المهمة التي كانت تفوق 6 هكتارات أغلبها خضراء متناسقة الألوان تزينها ورود غالية الثمن وأشجار مثمرة ونخيل، وتتوسطها بحيرة مائية كبيرة تسبح فيها المئات من الأسماك النادرة، وتظم فضاءات مختلفة ومتنوعة يلعب ويمرح فيها الصغار كانت ٱنذاك مثل هذه الألعاب غير متوفرة حتى في المدن الكبرى، كما أنها كانت تسدي خدمات للكبار والعشاق بتواجد مقهى مزينة بطريقة عصرية بالقرب من البحيرة، تقدم كل أنواع المشروبات والمأكولات العالية الجودة، وكانت مكانا راقيا وعائليا لإصطحاب الضيوف والاصدقاء والأحباب من مدن أخرى للبحيرة، تعبيرا من ساكنة سطات على كرم الضيافه وحسن الإستقبال وتعبيرا كذلك على الإفتخار بهذه المعلمة التي كان بها كذلك مسجد أنيق ومراحيض للنساء والرجال.

 

 

المعلمة التاريخية أصبحت الٱن فندقا مصنفا للمتشردين، وتجمعا للمجرمين وإسطبلا ومربدا لدواب الباعة المتجولين من أصحاب العربات المجرورة ومختلف أنواع الحيوانات، ووكرا للدعارة ليلا ومكانا استراتيجيا لتوغل اللصوص نظرا لشساعة المنطقة، التي تأسفت لها ساكنة سطات وضيوفها للحالة المزرية التي وصلت لها، رغم وعود وأكاذيب المنتخبين وحتى رجال السلطة الذين تعاقبوا على سطات أيام كانت عاصمة لجهة الشاوية ورديغة، وحتى الآن فهي تحمل من جهة الدارالبيضاء-سطات سوى الإسم .

 

 

بحيرة سطات أصبحت مشروعا للمزايدات الإنتخابية يتنافس على استغلاله السياسيون كورقة انتخابية رابحة ضمن برنامجهم الإنتخابي الملغوم، لأن الكل يعلم أهمية هذا المرفق العمومي الذي لم يتبقى منه سوى صور نادرة تحتفظ بها العائلات للأجبال للذكرى .

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع