باطمة تعيد لـ “الغربال” اعتباره ضمن الثقافة الشعبية

الأولى كتب في 14 مارس، 2021 - 08:30 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر ـ ولد بن موح

ولد بن موح-عبّر

 

يعتبر الغربال أحد السمات الرئيسة في التراث المادي وللامادي الوطني، فبالإضافة إلى كونه من الأدوات المنزلية الأساسية، استطاع الحفاظ على مكانته رغم التطور الذي تعرفه حياتنا اليومية، فرغم ظهور عدة أدوات حديثة مسخرة للمساعدة في العمل المنزلي، إلا أن الغربال ظل حاضرا في الروتين اليومي للبيوت المغربية.

 

فالغربال بقدر ما يساعد على تنقية الدقيق أو غيره من المنتجات التي تحتاج إلى الغربلة، كالتوابل،  من الشوائب التي قد تكون قد علقت بها، فهو تعبير عن مدى صفاء ونقاء ونظافة أرواح وعقول مستخدمي ومستخدمات هذا الغربال، الذين ما كانوا  ليحصروا على نظافة ما ينتجونه لولا نظافة أرواحهم من خبائث الزمن.

 

هذا الغربال الذي كان حاضرا أثناء مغادرة أخت الفنانة دنيا بطمة أسوار سجن الوداية بمراكش، يعكس الحساسية السميائية التي ترتبط بها هذه الأداة في المخيال الشعبي المغربي.

 

فالدوس على الغربال عند الخروج من السجن، وعدم الالتفاف ناحية بابه، هي أحدى الطقوس المعروفة في الثقافة الشعبية المغربية، يحرص عليها السجين الذي يمني النفس بعدم العودة إلى ذلك المكان الذي سيحد من حريته وينتقص من كرامته.

 

لذلك يمكن القول أن أهم شيء قامت به هذه السيدة باطمة، هو أنها أعادت الاعتبار للغربال الذي دخل طي النسيان عند عدد من الأسر العصرية.

 

الغربال يرتبط أيضا، بعدد من التقاليد ذات الطابع الاحتفالي، حيث تعمد بعض الأسر على وضع المولود الجديد داخل الغربال، وهو تعبير عن آمال الأسرة في أن ينشأ هذا المولود نشأة طيبة، و أن يكون شخصا صالحا مصلحا في مجتمعه، وأن يكون نقيا صافيا كما ينقي الغربال الحبوب من الشوائب.

 

كما يرتبط الغربال في عدد من الثقافات العربية، بكونه رمز للتفريق بين الحق والباطل، بين العز والرفعة والجاه، وبين الانحطاط والخزي و العار، بين الصالح و الطالح، الصواب و الخطأ، كما يرمز الغربال إلى كل ما هو نقي وصاف، ويجلب المنفعة للفرد و المجتمع.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع