نددت النائبة البرلمانية عن فيديرالية اليسار، فاطمة التامني، بعدم اتخاذ الحكومة لأي إجراءات من شأنها التخفيف من التوترات الاجتماعية ومنسوب الاحتقان المتزايد بسبب غلاء المعيشة والارتفاع غير المسبوق الذي تعرفه العديد من المواد الأساسية والخضر واللحوم الحمراء، بالإضافة إلى ما تسجله أسعار المحروقات من زيادات متتالية عمقت تدهور القدرة الشرائية لدى المغاربة، وأدت الى توالي الزيادات في المواد الأساسية وكذلك أثمان النقل والتنقل.
وقالت التامني، في سؤال كتابي وجهته لرئيس الحكومة، عزيز أخنوش، إن “هذه الزيادات ألهبت جيوب المواطنين وأثارت إحباطهم وغضبهم. وأنه في الوقت الذي كانوا يأملون فيه اتخاذ تدابير من طرف الحكومة للتخفيف من حدة أزمة الغلاء التي باتت تؤرق حياتهم وتهدد مستقبلهم؛ عمدت الأخيرة إلى التجاهل أو الارتكان للمنطق التبريري، واعتبار الزيادة في أسعار السلع والمحروقات مردها السياق العالمي وليس السياسات المحلية، وخصوصا ما يتعلق بتحرير الأسعار الذي خلق فوضى عارمة في سوق المحروقات وأتاح الفرصة للشركات المحتكرة لمراكمة الأرباح الطائلة، باعتماد التفاهمات حول الأسعار بدل تكريس مبدأ المنافسة الشريفة”.
وانتقدت التامني، عدم قيام الحكومة بأي إجراء نوعي كتسقيف أسعار المحروقات أو تحديد هوامش الربح، كما لم تتحل بالجرأة اللازمة لإعادة تشغيل مصفاة سامير.
وفي جانب آخر، سلجت النائبة البرلمانية، ارتفاع نسبة البطالة لتصل إلى 12,9 في المائة، 2023 مقارنة بنسبة 12.1 في المائة في الفترة نفسها من العام الماضي، وحوالي مليوني عاط ،كما تم فقدان الآالاف من مناصب الشغل، أمام عجز الحكومة على ايجاد حلول ناجعة وليس الاكتفاء ببرامج محدودة الأثر ولا تعالج اشكالية البطالة ولا خلق مناصب شغل قارة ومستدامة.
وفيما يخص إشكالية، الماء و علاقتها بكل ما يستنزف الفرشة المائية، فلم تحض بالاهتمام الجدي والمسؤول من طرف الحكومة، تضيف التامني، حيث ” نجد العديد من المدن والقرى تعاني من ندرة الماء بل ومن العطش، ويضطر العديد من الأسر، نساء وأطفال وشيوخ، للتنقل بكيلومترات من أجل الحصول على جرعة ماء في انتظار تنمية عالم قروي استغل أهله في حملات انتخابية وتلقوا وعودا دون أن يتحقق أي شيء”.
في نفس الجانب، ارتفعت صادرات الدلاح في المغرب، بنسبة تجاوزت 17 في المائة، مقارنة بالسنة الماضية، وأكثر من 315 مليون كيلوغرام، أي ما يستنزف أكثر من 4 مليار لتر من الماء، وفقا لتقارير علمية، وهي نسبة مهمة، في الوقت الذي يواجه فيه المغاربة العطش. كما عرفت صادرات التوت ارتفاعا مهولا يشبه إلى حد كبير الأفوكادو ( الذي سبق وان طرحنا بصدده سؤالا كتابيا مفصلا )في استنزاف الثروه المائية.
ولفتت المتحدثة ذاتها، إلى أنه في مقابل ذلك، ” نجد أن الحكومة تتجاهل دعم عدد من الزراعات التي لا تستنزف الثروة المائية، كما هو الشأن بالنسبة للخروب وغيره من المنتوجات الفلاحية التي لا تستنزف الماء الذي يحتاجه المغاربة في عز أزمة شح الأمطار، ونقص منسوب السدود”.
أما فيما يخص الحوار الاجتماعي، أكدت التامني، أن الحكومة لم تلتزم بما صادقت عليه في اتفاق 30ابريل 2022مع النقابات خاصة الزيادة العامة في الأجور ومراجعة أشطر الضريبة على الدخل، وبالتالى فهذا التنصل من الالتزامات يهدد بتنامي الاحتقان الاجتماعي وتصاعد الاحتجاجات.
وعليه، ساءلت النائبة البرلمانية، رئيس الحكومة عن الإجراءات الملموسة التي تم إعدادها من أجل تفادي تفاقم الازمة الاجتماعية وايقاف مسلسل الزيادات المهولة المتتالية في أسعار المحروقات والمواد الاساسية والخضر واللحوم، وكذلك الإجراءات التي يعتزم اتخاذها لوضع حد لضرب القدرة الشرائية للمغاربة.
كما استفسرته عن التدابير الناجعة التي ترومون اتخاذها لتأمين الماء للمدن والقرى المهددة بالعطش وتخفيف معاناة ساكنة المناطق التي تعرف ندرة الماء.
غزلان الدحماني – عبّــر
اترك هنا تعليقك على الموضوع