حاوره سعيد سونا – عبّر
افتاتي : الملك بعث بوريطة لان استقرار تونس يهم المغرب
بعدما تطرقنا في الجزء الأول من الحوار ، الذي أجريناه مع القيادي عضو الأمانة العامة ، لحزب العدالة والتنمية ، الاستاذ عبد العزيز افتاتي ،حول مستجدات الساحة السياسية في المغرب ، وعلاقة حزبه بها ، انتقلنا إلى أخذ رأيه باعتبار حزبه محسوبا على الصف الإسلامي، فيما يجري في تونس ، حيث وصف الحزب الحاكم في المغرب ، مايعتمل من تطورات في البلد الشقيق ، بالشيء المؤلم …
سؤال : لاشك أنكم تابعتم مايجري في الساحة التونسية ، حيث ذهب البعض إلى توصيف ماجرى ، بانقلاب مكتمل الأركان على اخر معاقل الربيع العربي ، في شق تصفية حركة النهضة ، هل تعتبرون أنفسكم الفرقة الناجية من الحركات الإسلامية في دول الربيع العربي ، بعدما قدمتم للدولة كل التنازلات وفي جميع المجالات بدل الصدام معها عكس حركة النهضة ؟
جواب : ماحدث في تونس شيء مؤلم كما عبرنا في حزبنا، ونحن نعتبر تونس بلدا مغاربيا أولا وأخيرا، تهمنا مصلحته، لذلك نسعى ان يحل التوافق بين كل مؤاسساته، حفاظا على التجربة التونسية المتميزة ، ثم لاننسى اننا نعيش في كنف نظام ملكي غير متنازع في مشروعيته ، عكس تونس ، اذن المهم الذهاب نحوى ترصيد ماتراكم من إنجازات ديموقراطية ، ساهمت فيها كل مكونات المجتمع التونسي ، وأن نجعل مما يحدث مرحلة مؤقتة ، تفضي إلى مخرجات تقوي الديمقراطية والسلم في تونس .
سؤال : يبدو كلامكم مغرقا في الطوباوية والعموميات، مايجري في تونس حسب المختصين ، انقلاب على الدستور والمؤسسات، عبر استخدام المادة 80 من الدستور ، وهي مادة فضفاضة استثمرها قيس سعيد بدهائه كفقيه دستوري، لتنفيذ انقلاب مدفوع الثمن والسند من دولة مصنفة في خانة عدائها للإسلاميين ربما هل تجنحون إلى هذا التفسير التؤامري؟
جواب : نتمنى أن تكون الأحداث في تونس ، ذات صنع داخلي ، ناتجة عن تدافع القوى السياسية مع بعضها البعض ، هناك من يذهب إلى ترجيح طرح المؤامرة الخارجية ، أما نحن متفائلين بقدرة القوى السياسية في عكس نضج الشعب التونسي ، بتغليب منطق المؤسسات وتفويت الفرصة على اي متربص بشعب تونس الشقيق.
سؤال : هناك طرحان فوق طاولة التداول بتونس … طرح حركة النهضة الذي يدعو إلى فتح حوار وطني ، والذهاب إلى انتخابات مبكرة ، وطرح الرئيس المصمم على ابقاء كل السلطات في يده ، بما في ذلك تشبته برئاسة النيابة العامة، لتطهير البلاد من الفساد، واعادتها لميزاج الثورة ، حسب قوله ؟
جواب : نحن مع انتصار توجه تغليب تكامل المؤسسات، بدل تنازعها، وليس لدينا اي دروس نوجهها لإخواننا التونسيين .
سؤال : في هذا الإطار كيف تقرؤون في حزب العدالة والتنمية ، الزيارة التي قام بها وزير الخارجية ، ناصر بوريطة لتونس ، بطريقة فوجائية؟
جواب : صاحب الجلالة ، دائما يسعى إلى يكون المغرب ، جزء من الحل وليس جزء من المشكل ، والمغرب يهمه استقرار تونس ، دون التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة ، وهذا ثابت لايتغير في السياسة الدولية للمملكة ، وزيارة وزير الخارجية، تذهب في هذا الاتجاه ، ولاتسعى للاصطفاف إلى جانب احد ، بقدر ماتسعى إلى تجسيد القيم النبيلة لملك البلاد في اتجاه دعم الاستقرار في تونس وباقي بؤر التوتر في العالم ، وفي هذا الإطار العام ننخرط جميعا وراء هذا التوجه الرزين في مثل هكذا إشكالات لبلادنا .
اترك هنا تعليقك على الموضوع