هل أصيب محمد زيان بمرض الخرف السياسي؟

الأولى كتب في 10 أكتوبر، 2022 - 16:30 تابعوا عبر على Aabbir
محمد زيان
عبّر ـ ولد بن موح

يشكل المحامي المعزول، والأمين العام السابق للحزب المغربي الحر، محمد زيان، نموذجا صارخا لما يمكن تسميته بمتلازمة الخرف السياسي، فالرجل الذي وجد نفسه فجأة على الهامش، يحاول جاهدا وقدر الإمكان البقاء في الساحة السياسية ولو كحضور صوتي فقط.

فالرجل فقد البوصلة تماما، وأصبح يطلق الكلام على عواهنه دون تتثبت أو تمحيص، كما لو أن الأمر متعمدا وعن سبق إصرار وترصد.

مناسبة الكلام عن هذا العتوه، محمد زيان، هو ذلك الخروج الإعلامي الغريب العجيب، الذي وقع عليه مع صحيفة مع الإندبنديينتي، الإسبانية، والتي صرح فيها بكلام لا ينطق به عاقل.

كلام ينم عن ارتباك شديد في الرؤية وخلل في المنهج وقصور في النظر، وشذوذ في الوعي، وتخبط في التصور، وهذه أعراض الإصابة بمرض الخرف الذي يصيب بالعادة كبار السن، لكنه قد يصيب غيرهم أيضا.

ورغم كل هذا وذاك مازال الرجل يكابر، ويزعم أن همه الدفاع عن مصالح الشعب ومستقبل والبلاد، والحال أن كلامه ومواقفه وهي أقرب إلى الغرابة لافتقادها أبسط شروط المنطق الإقناع.

محمد زيان، يعرف أن المغرب دولة مؤسسات، وأن الدستور المغربي الذي صوت عليه الشعب المغربي، حدد لكل مؤسسة اختصاصاتها وأدوارها داخل الدولة، بل هناك من يعتبر أن الدستور 2011 الذي أقره الشعب المغربي، يشكل طفرة نوعية نحو منهج جديد في الحكم، يعطي لمؤسسة رئيس الحكومة صلاحيات واسعة في تدبير الشأن العام، وأن الملك لا يتدخل إلا في الأمور التي حددها هذا الدستور، وبالتالي فطريقة كلام ، زيان، حول ما وصفه بالغياب غير المبرر للملك، هو كلام لا يستند على حقائق لا واقعية ولا دستورية.

هذا من جهة، ومن جهة ثانية، كان حق الأمين العام السابق للحزب المغربي الحر، الذي طرد من الحزب غير مأسوف عليه، أن يتحدث عن غياب رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، وليس عن الملك، لأنه الأول هو الغائب عمليا، وهو من تطالب القوى السياسية بضرورة ظهوره وتواصله مع هذه القوى ومع ممثلي الشعب عبر القنوات المتاحة.

ثم يتحدث، زيان عن ما وصفه بالقلق الواسع، وتساءل الجميع عما يجري في البلاد ومن يدير البلاد، ولا نعرف التقرير أو الدراسة التي استند عليها الرجل، ليتحدث عن هذا القلق، إلا إذا كان قد تأثر بالتشويش ومحاولات بث الشك التي يمارسها بالوطن محاولين إثارة القلاقل من العدم.

طبعا ترأس الملك لحفل إحياء ليلة ذكرى المولد النبوي، ولو أنها كانت ردا قويا على هرطقات زيان ومن معه ومن يقف خلفهم، إلا أن الخرجات الإعلامية لهؤلاء تؤكد أنهم باتوا مسلوبي الضمير والمنطق، فنفس الكلام الذي قاله زيان، سمعناه من بعض المرتزقة على وسائط التواصل الاجتماعي هنا وهناك، ونحن نعرفهم ونعرف من أي معين ينهلون، ولكن لم مكن نعرف أن زيان أنظم أيضا لنهل معهم من نفس المعين، معين الكره للوطن ومحاولة إثارة الفتنة بين مكونات شعبه، وإن كان ذلك صعب للغاية لسبب بسيط، وهو أن زيان أصبح مفضوحا كما افتضح أمر الذين سبقوه.

ولد بن موح – عبّر

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع