قبل أسبوعين شاهد العالم كفاح نساء دوار أمندار بإقليم تارودانت اللائي ساهمت بسواعدها في حمل الحجارة لمسافة ناهزت الـ300 مترا من أجل بناء مسجد القرية، وهاهن اليوم تحت الأنقاض بعد الزلزال الذي ضرب المغرب.
وثقت أعين الكاميرا يوتوبرز مغربي حركية وحيوية أهل دوار أمندار الذين تقطن بها ما يناهز 130 أسرة، وتعاون ساكنته فيما بينها على عمل الخير، وكيف حجت النساء بجهدهن العضلي في نقل الحجارة على الأكتاف، متحديات وعورة الطريقة الجبلية في مشهد ينقل صورة المرأة المغربية المكافحة والصبورة، ونقلت الإعلام العربي والدولي مشاهد المبادرة.
حملن الحجارة رغم ثقلها وقطعن المسافات رغم بعدها، وهمهن المساهمة في بناء مسجد لأهل القرية، مسجد لم يكتمل حتى يؤدوا فيه صلاواتهم، وظلت الحجارة شاهدت على أناس مروا من هناك، ونيتهم الخير والصلاح، فأغلب الذين ظهروا في الفيديو الذي وثق العملية هم في عداد الأموات اليوم وإن نجا منهم قلة فهم جرحى الأبدان والروح من فاجعة باغثتهم وهم نيام.
وتتواصل عملية انتشال الضحايا لليوم الثالث على التوالي بعدما بلغ عدد الوفيات 2497 وفاة 2476 جريحا، ولا تزال قرى ودواوير تئن تحت الأنقاض في انتظار وصول المنقذين والمساعدات، إذ حالت وعورة الطريق، وصعوبة التضاريس الجبلية في بلوغ عدد من الأماكن التي عزلت بسبب الزلازل.
لم يتنفس المغرب بعد الصعداء ولم يستفق بعد من هول فاجعة الزلزال، فالقلوب معلقة بين الأفئدة مترقبة للقادم من أخبار عن حال ساكنة المستغيثة، وما يضمم القليل من الجراح مبادرات الخير وتضامن الشعب المغربي الذي لبى نداء الوطن وساعد بالقليل والكثير لتقديم المساعدة لإخوانهم المنكوبين.
كبيرة بنجبور ـ عبّــر
اترك هنا تعليقك على الموضوع