مغامرون على “جيتسكي” يحكون لـ “عبّر” كيف نجوا من موت محقق قبل الوصول الى السواحل اﻹسبانية

الأولى كتب في 26 أغسطس، 2020 - 20:05 تابعوا عبر على Aabbir
الهجرة
عبّر

فؤاد جوهر ـ عبّر

 

بعدما تمكن أربعة شبان يافعين من الوصول الى السواحل الجنوبية ﻹسبانيا اواخر يوليوز للسنة الجارية عن طريق اﻹبحار السري عبر دراجات “جيتسكي” في رحلة أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها متنوعة المخاطر في زمن جائحة كورونا، صرح المغامرين عبر تقنية “الواتساب” لقراء الجريدة عن الأهوال التي اعترضتهم في رحلة الموت.

كانت الساعة تشير بالضبط الى الرابعة صباحا حينما تسللنا الى سواحل منطقتنا بالريف، حيث أقلعنا في ظلام دامس بهدف حجب الرؤى عن حرس الشواطئ اتجاه وجهة مجهولة بمياه البحر المتوسط، رغم أن في عزيمتنا الوصول الى السواحل الجنوبية ﻹسبانيا بهدف تحسين ظروفنا اﻹجتماعية، والبحث عن كرامة انسانية ترتقي بنا في هذا العالم الذي يتعرض لأسوء الأزمات الصحية لم يشهد لها مثيل منذ عقود مضت.

بهذه الكلمات روى عميد المغامرين في هذه الرحلة لموقع “عبّر.كوم”، كيف كانت بداية مغامرتهم وكيف عاشوا لحظات عصيبة على الدرجات النارية هو وزملاؤه وسط مياه المتوسط، وكيف شاهدوا الموت في مقبرة العديد من المهاجرين السريين، خصوصا والمسافة البعيدة جدا الفاصلة بين سواحل الناظور والضفة الأخرى، عكس منطقة طنجة التي لا تفصلها سوى كيلومترات على تريفة.

ويضيف المتدخل أن سرعة “الجيتسكي” ساهمت في تقليص المسافة بحكم قوة المحرك والهيكل المخصص لﻹبحار السريع، حيث تمكنوا من قطع كيلومترات عديدة في ثلاث ساعات فقط، غير أن المغامرة بدأت تتخذ منحاها المخيف بعد تضييعهم للوجهة المحددة للشمال، وتسلل الشك الى نفوسهم، ما جعلهم في حالة تيهان وتوجس خصوصا مع اقتراب نفاذ البنزين للدراجات النارية وسط المياه الباردة المحاطة بهم من كل الجهات.

وأفاد رفيق اخر في رحلة الموت، أن رغم أن الدراجات النارية في بداية اﻹقلاع كانت مملوؤة عن آخرها بالبنزين والبنزين اﻹحتياطي، الا أنه أحس بالخطر الحقيقي حينما تم تضييع الوجهة الشمالية بحكم أن “جيتسكي” يمخر عباب البحر في حركة متواصلة دون معرفة اﻹتجاه الحقيقي، وهو مصدر قلق وخطر حقيقي وسط المياه مع نفاذ المؤونة الغذائية.

ويكمل زميلهم الثالث لموقع “عبّر.كوم” أن لحسن حظهم صادفتهم باخرة للمسافرين وسط المياه، وأعطت اشارات بحرية لخفر السواحل اﻹسبانية التي عملت على انقاذهم حيث جرى نقلهم الى أحد الموانئ اﻹسبانية صبيحة اليوم الموالي، بعد التأكد من سلامتهم الصحية وخلوهم من فيروس كورونا.

المغامرة عبر الجيتسكي وإن كانت تقلل المسافات بشكل أفضل خصوصا من جهة الشمال الغربي للمغرب اذ تكفي 20 دقيقة للوصول عبر جيتسكي الى سواحل تريفة، بحكم قوة المحركات، وسرعتها، والمسافة القصيرة التي تفصلها عن منطقة الشمال، الا أن لا أحد ينكر كون هذه الرحلات غالبا ما تكون باهضة الثمن.

وتتراوح المبالغ المخولة للقيام برحلات عبر جيتسكي مابين 30.000 و 7.0000 للابحار السري، وذلك حسب طريقة الهجرة، ومكان اﻹقلاع، وهي أثمنة باهضة مقارنة مع ركوب الزوارق المطاطية والتي تتسيد مشهد المغامرات السرية بمياه المتوسط، لتكلفتها المنخفضة نسبيا والتي لا تتعدى 10.000 درهم.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع