محمد لوريزي-عبّر
لعل أهم ما لاحظه المتتبعون للشأن الديني في المغرب، و خاصة بعد الفضحية التي لاحقت بعض رموز حزب العدالة و التنمية الإسلامي، و جناحه الدعوي، جمعية التوحيد و الإصلاح، هو الإنقلاب الواضح على معظم القيم و المبادئ الأخلاقية التي طالما صدعوا رؤوس المغاربة بضرورة احترامها، و هذا يتضح جليا من خلال التدوينات التي دونتها عدد من قيادات الحزب الحركة، كامحمد الهلالي، النائب السابق لرئيس جمعية التوحيد و الإصلاح، و الشقيري الديني، العضو السابق بالأمانة العامة لحزب العدالة و التنمية، و التي صبت كلها في اتجاه و احد و هو الدفاع عن الوزير يتيم، و محاولة تبرير ما قام به بشكل غريب و عجيب، استنكره حتى أعضاء الحزب و الجمعية.
هذا الانقلاب بدأت إرهاصاته مع القرار الذي اتخذته الجمعية في حق، ما عرف إعلاميا بالكوبل الحركي، و القاضي بوقف سريان تجميد عضوية كل من، فاطمة النجار ، و عمر بنحماد، داخل الجمعية، و هو ما اعتبره البعض مناف للقيم و المبادئ الإسلامية، التي تنص على ضرورة معاقبة المرتكبين للمخالفات و عدم التسامح معهم، خاصة و الأمر يتعلق هنا بشبة علاقة جنسية خارج إطار القانون، و رغم أن الأصوات المستنكرة لقرار الحركة سرعان ما خفتت، إلا أنها سرعان ما عادت إلى الصراخ، بعد المواقف التي عبرت عنها قيادات الجمعية و الحزب من فضيحة، محمد يتيم، و مدلكته، و التي أكدت أن هناك انقلاب كبير في فكر هذا التيار المتأسلم.
الغريب في خرجات هؤلاء بما فيهم خرجة المعني بالأمر، و التي اختار لها موقعا إلكترونيا، يردد البعض أنه ممول قطريا عن طريق جمعية التوحيد و الإصلاح، أنها ابتعدت كل البعد عن مناقشة الواقعة دينيا و أخلاقيا، حيث حظر المعطى السياسي أكثر من الشرعي و الفقهي، و هذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن هؤلاء المتأسلمون لا يتحرجون من استغلال الدين و لي أعناق النصوص لتطويعها حتى تخدم أجندتهم السياسية، و أن الشعارات الدينية التي رددوها و لقنوها لأتباعهم ردحا من الزمن، لم تكن إلا سلالم للترقي الاجتماعي، و الآن بعد أن تحقق المبتغى ظهر المعدن الحقيقي لهؤلاء، و افتضح أمرهم أمام الشعب المغربي، الذي عبرت فآت كبيرة منه عن صدمتها من موقف هذا التيار المتأسلم من القضايا الإخلاقية التي تورط فيها رموزه.
اترك هنا تعليقك على الموضوع