صلاح الدين الغماري أيقونة القناة الثانية الذي دخل بيوت المغاربة خلال أزمة كورونا

الأولى كتب في 11 ديسمبر، 2020 - 12:06 تابعوا عبر على Aabbir
وفاة
عبّر

خالد انبيري – عبّـــر

 

 

تفاجأ المغاربة في وقت متأخر من ليلة أمس، بانتشار خبر وفاة الصحفي والإعلامي مقدم الأخبار بالقناة الثانية “صلاح الدين الغماري”، خبر نزل كالصاعقة على زملائه الإعلاميين والصحفيين، الذين لم يصدقوا الخبر في الوهلة الأولى، معتقدين بأن الأمر مجرد إشاعة، قبل أن يتأكد خبر الوفاة والذي كان صادما بالنسبة للجميع.

 

وُلد صلاح الدين الغماري في مدينة مكناس في الثامن من شهر أبريل سنة 1970 وترعرع هناك، درس بكافة المستويات من الابتدائي الى الثانوي بمسقط رأسه، بدأ في إتقان اللغة العربية وقواعدها منذ صغره بفضلِ والده، ثم انتقل للعمل مع خاله أحمد بالمهدي الحبيب في جريدة السفير المغربيّة ومكناس إكسبريس في بداية التسعينيات حينما كان يبلغ من العمر 20 سنة.

 

بدأ صلاح الدين الغماري مسيرتهُ المهنية في سن مبكرة حيث اختار التكوين في الصحافة السمعية البصرية ثمّ اهتم أكثر بالميدان الرياضي لكنه سرعان ما عاد في تخصصه لقسم تقديم الأخبار والبرامج التلفزيونية، أكمل دراسته العليا في روسيا حيث عمل هناك بالقناة الروسية الرابعة من خلال برنامج «نظرة الآخر»، قبل أن يعود للمغرب مستقرا في مدينة الدار البيضاء بعدما قُبل للعمل في القناة الثانية، حيث انضم للقسم السياسي فيها، وتخصص في تقديم نشرة الأخبار باللغة العربية بها، كما قام ببعض التغطيات الصحافية أهمها مشاركته موفدا للقناة في تغطية الزلزال الذي ضرب مدينة الحسيمة سنة 2004، قبل أن يصبح مع مرور الوقت مقدم أخبار رئيسي في هذه القناة، ثمّ زادت شهرته حينما بدأ في تقديم برنامج «أسئلة كورونا» وهو برنامج خصصه لأجل تفسير وتوضيح إجراءات حالة الطوارئ الصحية التي فرضها المغرب بسبب جائحة فيروس كورونا.

 

صلاح الدين الغماري أيقونة القناة الثانية والذي سطع نجمه وازدادت شهرته خلال بداية أزمة جائحة كورونا، كيف لا، وهو الذي دخل بيوت المغاربة من خلال برنامجه التوعوي والتحسيسي بمخاطر هذا الفيروس، والذي اطلق عليه اسم “أسئلة كورونا”، حيث ظل يجيب على كل الأسئلة الواردة عليه والمتعلقة بهذا الوباء وأيضا تلك المتعلقة بتداعياته الاقتصادية والاجتماعية، من خلال شرح كل القرارات التي كانت تتخدها السلطات المغربية، رغبة منه في تبسيطها وتفصيليها للمواطنين، حتى أنه نجح في إعادتهم للجلوس أما شاشة التلفاز لانتظار حلقته ومعلوماته.

 

لقد لعب الراحل صلاح الدين الغماري دورا كبيرا منذ بداية أزمة كورونا، بعدما كان من النقط المضيئة منذ ظهور هذه الجائحة، حيث ساهم من خلال برنامجه أسئلة كورونا في توعية المواطنين وحتهم على التقيد بإجراءات السلامة الصحية لحماية انفسهم من وباء كوفيد-19 الذي اودى بحياة العديد من الأشخاص، بل كان في بعض الأحيان ينتقل في شوارع البيضاء ومدن أخرى معرضا حياته للخطر، ويوزع الكمامات الوقائية رغبة منه في توعية المغاربة وتحسيسهم بخطورة الوضع المرتبط بهذه الجائحة.

 

أبى القدر إلا أن ينهي حياة الراحل صلاح الدين الغماري، بسكتة قلبية مفاجئة بعدما كان في زيارة خاطفة لمنزل اخته بمدينة المحمدية، وهو الذين كان يستعد مؤخرا لإطلاق برنامجه الجديد “صوتكم” على القناة الثانية، وداخل بلاطو جديد بتقنيات عالية الجودة، لكن القدر خطفه على حين غرة، أراده الله بجانبه فأخده.

 

رحل الأيقونة صلاح الدين الغماري وترك أثرا عميقا في نفوس زملائه الاعلاميين والصحفيين، وحتى في نفوس المغاربة الذين ظل رفيقهم طيلة أزمة كورونا داخل منازلهم، إنا لله وإنا إليه راجعون.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع