سيدينو.. الرئيس الذي دمَّر الفريق حفاظا على منصبه وأشياء أخرى..

رياضة كتب في 8 نوفمبر، 2020 - 21:00 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

الحسين ابن داود 

 

المتابع للتطورات الداخلية، المتلاحقة لفريق حسنية أكادير لكرة القدم، يصبح على قناعة تامة بأن الأوضاع باتت قريبة من الانفجار، فالفريق يعيش وضعا مقلقا على جميع المستويات، ما بات يؤرق بال مناصريه، الذين لم يستوعبوا بعد أن فريقهم يعيش وقتا صعبا، في ظل النتائج السلبية، قبل أن يصدمهم الوجه الشاحب الذي ظهر به في نهاية الموسم، بعدما كان في بدايته، يحقق نتائج إيجابية وأرقام مميزة، لتقرر إدارة غزالة سوس، التي يرأسها الحبيب سيدينو، تغيير المدرب ميغيل غاموندي، بالإطار الوطني أمحمد فاخر، بعد الهزيمة في نهائي كأس العرش أمام الإتحاد البيضاوي، المدرب الجديد، الذي لم يستطع تقديم مستويات جيدة، حيث تمت إقالته من العارضة الفنية للفريق الأول، ليطالب بذلك بتسليمه مستحقاته العالقة، والتي حددها في حوالي مليار و200 مليون سنتيم، قبل اللجوء إلى المساطر القانونية، التي تخول له ضمان حقوقه، حيث أمهل مكتب الحسنية عشرة أيام، قبل اللجوء إلى غرفة النزاعات التابعة للجامعة.

من يستمع إلى الماسك، بزمام فريق غزالة سوس سيدينو، لا يملك إلا أن يشفق عليه، فهو على وعي تام بما يتخبط فيه هذا النادي، من اختلالات وأعطاب، بينت على أرض الواقع، أن هذا الرئيس مدة صلاحيته انتهت، ويرفض التنحي عن كرسي رئاسة فريق الحسنية، وهو ما جعله لا يكتفي بالاعتداء على التسيير بطريقة عشوائية، ولكنه عمق نفسه، وثقافته، وأدواته الثعلبية في مراكز القرار، حيث عمل بهدوء، على احتكار منصب الرئاسة، ومصادرة حرية محبي الفريق، وإفساد المكتب المسير، وإضعاف وإلغاء دور المنخرطين، كما عمل على تغييب الرقابة، ومن خلال هذه المعطيات، وخلال فترة سيدينو، يبدو أن منظومة اللامسؤولية، قد استطاعت حتى الآن، استقطاب جيش من المفسدين، الذين وظفوا مراكزهم، لتركيز ثقافة التحكم، أبرزهم الكاتبة الإدارية، وكذلك بعض أعضاء المكتب المسير، الذين التحقوا فقط بالفريق، أواخر التسعينيات وبداية سنة 2000.

إن ثقافة العشوائية، التي تناسلت قيمها بقوة في عهد الحبيب سيدينو، أوجدت شبكة سلطوية متداخلة، مع شبكات الفساد، وهو ما أدى في نهاية المطاف، إلى إفساد الحياة الرياضية، خاصة كرة القدم بمدينة أكادير، مع تأهيل سلطة هذا الرئيس وأجهزته، لبناء سياسية تؤطرها، مصالحه الشخصية والذاتية، غير مبالي بصفير طنجرة الضغط، الذي ينذر ومنذ وقت ليس بالقصير، بأن الأزمة في فريق حسنية أكادير، بلغت مستويات مقلقة للغاية، هذا التنمر والتسيب، الذي يجثم على المشهد الكروي بغزال سوس، رغم تنبيه المهتمين بالشأن الرياضي لمدينة أكادير، إلى وجود اختلالات وتجاوزات، يتعين العمل على إصلاحها بسرعة، كفيلة لوحدها بأن يفاقم حالة القلق والاختناق، التي بات جمهور الحسنية يتقاسمونها، كما أنه برهان ملموس، على أن العطب مستفحل ومنتشر بكثرة، وأن إصلاحه بات بحاجة إلى مغادرة الرئيس الحالي، وأعضاء مكتبه المسير، مع الاعتماد على مسؤولين رياضيين وطنيين، وكفاءات جديدة.

فاقد الشيء لا يعطيه، ولا يمكن أن نتوقع من سيدينو، الذي حرق كل أوراقه، وانفصل بشكل تام، عن مناصري نادي حسنية أكادير وهمومه، فالساكنة المحلية الرياضية، استسلمت لهذا النوع من المسيرين، وصرنا أمام مسؤولين رياضيين، إما فاسدة، أو غارقة في الريع، أو متواطئة، ولا تملك القدرة على الاعتراف بالخطأ، وعلى اتخاذ القرارات، ولو كانت قرارات مؤلمة، أو مكلفة، بما يتماهى مع مؤشرات الأزمة التي تطل علينا تباعا، بأكثر من رأس وعنوان.

ذلك أنه، عندما لا توجد مسؤولية رياضية، كتلك التي تعتمد على مبادئ، وممارسات العطاء، وعلى التنازلات، وعلى قبول الآخر، وعلى الأسس الديمقراطية الرياضية، في تنظيم الحقل الكروي، الذي يتلخص في كبرى أسسه، الضمير المهني، والعقلانية، والحقيقة، ونكران الذات، والغيرة، والوطنية الحقة، فإن فراغا هائلا سيوجد في العالم التسييري، وكما أن الطبيعة لا تقبل الفراغ، فإن الحياة الرياضية، هي الأخرى لا تقبل الفراغ أو الخواء، إذ عند حصول مثل ذلك الفراغ التسييري، تهب أعاصير العشوائية، ويظهر الانتهاز الرياضي، من مثل المحسوبية، والزبونية، أو من مثل الولاءات، التي تؤدي جميعها لا محالة، إلى تمزيق فريق حسنية أكادير و إدخاله في متاهات ومشاكل، أو جعله نهبا لتدخلات المتطفلين.

لقد حان الوقت، كي تتخلص جماهير الحسنية من عشوائية سيدينو الذي دمَّر الفريق حفاظا على منصبه الرئاسي، ومكتبه المسير، الذي قرر أن يعقد الجمع العام لموسمين متتاليين، 2019-2020 و2020-2021 ، وحسب تعبير رئيسه الحالي، سيتم الإعلان عن تاريخ ومكان العقد في قادم الأيام، هذه الجماهير التي طالبت برحيل هذا الرئيس، بعد استمرار فشله في موسم استثنائي، ودعت هذه الأنصار إلى تنحي سيدينو وأعضاء المكتب المسير عن مناصبهم، لترك الفرصة أمام الطاقات الشابة، لخدمة وإنقاذ فريق غزالة سوس.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع