صفاء بالي – في سابقة من نوعها عمدت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب الى الإقتطاع من الأجرة الشهرية الهزيلة لمؤطري ومؤطرات برنامج محو الأمية في أيام العطل والأعياد لتثير استغراب هذه الفئة الأحق بالتكريم، والتي تقوم بدور تنويري جليل في إطار برنامج مشهود له بالنجاح.
وبشكل مفاجئ، عمدت الكتابة العامة لوزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب الى اتخاذ هذه الاجراءات وتطبيقها بمبرر الإشتغال بنظام الساعات في وجه هذه الفئة التي تسمي نفسها للأسف الحائط القصير الذي يتم القفز عليه لكونه الطرف الأضعف في هذه الحلقة.
قرار الإقتطاع اعتبره مؤطرو ومؤطرات البرنامج مجحفا في حقهم، خصوصا مع الإلتفاتة الملكية لهذه الشريحة التي لها رصيد معرفي وشواهد عليا، وتنير به الطريق لإزالة الجهل من المجتمع، لتتقاضى اجرا هزيلا لا يتعدى في الغالب 2000 درهم، ويتم الاقتطاع منه في العطل والاعياد.
ويعيش مؤطرو ومؤطرات برنامج محو الأمية وضعا استثنائيا صعبا تفرض عليهم عقود والخضوع لدورات تكوينية بشكل دوري، يتحملون عناء المصاريف من مالهم الخاص، للإلتحاق بمقرات المندوبيات بدون تعويض، ناهيك عن التنقل داخل المدن الى نقاط بعيدة للإلتحاق بالفصل المسجدي أيام العمل.
واستاءت هذه الفئة التي وصى عليها جلالة الملك بعطفه بعد الإقتطاعات من الوزارة في أيام العطل والأعياد في البرنامج الذي أعطى انطلاقته جلالته بمناسبة الذكرى 47 لثورة الملك والشعب يوم 20 غشت 2000، بحكم شواهدها العليا وانخراطها في المشروع لإدراكهم ان الدور المنوط بهم وبهن يتعلق بورش تنموي كبير لصالح الوطن.
وعلق الكثير من المؤطرين والمؤطرات بالفضاء التواصلي الرقمي جراء قرار الإقتطاع الجديد للوزارة، وقال احد النشطاء “كيف تطالبون من مؤطر محو الأمية ان يتحلى بالقيم الوطنية والدينية وانتم تقتطعون اجرة عيد الفطر من راتبه الشهري لأنه لم يشتغل بعيد الفطر وفي عطلته اين قيمكم الدينية”.
آمال المؤطرات والمؤطرين كبير لتصحيح المسار لصالح هذه الشريحة التي تتلقى اضعف الرواتب في المغرب اقل من 2000 درهم، بالرغم من دورها الكبير في نفض غبار الجهل والأمية من المجتمع، خصوصا وان البرنامج تسهر عليه واحد من أغنى الوزارات في المملكة ويشهد نجاحات مبهرة ومتواصلة.
وطالب مؤطرون ومؤطرات محو الأمية بالمساجد والمتضررين من هذا الإقتطاع من السيد أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية في وقف هذا الإجراء، وكذا التدخل العاجل لحل هذا الإشكال ومنح المدرسين والمدرسات وقتا للراحة والعطل، والأعياد بدون اقتطاع وتوفير الظروف الجيدة والملائمة أثناء الشغل، ومن ذلك منح اجرتهم كاملة، واستحضار مقدار المعاناة التي تتحملها هذه الفئة التي تنير الطريق للطبقات المستهدفة وتنفض غبار الجهل والأمية من المجتمع.
اترك هنا تعليقك على الموضوع