أصدر الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، في الـ22 من غشت 2023، كتابا بعنوان “زمن المعارك Le Temps des combats “، والذي يشيد فيه بالملك محمد السادس، وبشخصيته وطريقة تدبيره للبلاد منذ اعتلائه العرش.
وخصص ساركوزي حيزا كبيرا في كتابه، للحديث عن الملك محمد السادس والمغرب والمغاربة، واصفا المملكة بالدولة الشقيقة في شمال إفريقيا والحليف الرئيسي لفرنسا. منتقدا في الوقت ذاته اختيار الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون الجزائر على حساب المغرب، نظرا إلى أن هذا التوجه رهان خاسر في نظره.
وقال ساركوزي في كتابه:” المغاربة حساسون، بل ومفرطون في الحساسية في بعض الأحيان. عليك أن تكون حذرا، لأن أدنى حماقة، حتى لو كانت غير مقصودة، يمكن أن يكون له عواقب مؤسفة. فالملك هو الملك، وهو فضلا عن ذلك سليل الرسول “.
وبحسبه فإنه” يجب أن يفهم رئيس الجمهورية الفرنسية هذه الخصوصية واستخلاص كل النتائج منها في مجال البروتوكول “.
وقال إن” الملك محمد السادس رجل ذو ثقافة واسعة وبراعة فكرية مبهرة. كم مرة أعجبت بقدرته على استباق الأحداث ومواصلة مساره وفق رؤيته للمملكة”. كما أورد أن ” الملك محمد السادس سيظل في التاريخ باعتباره أحد أعظم الملوك المغاربة”.
وفي كتابه “زمن المعارك”، دعا ساركوزي، ماكرون إلى التخلي عن ” توجهه الجزائري “، الذي يرى فيها رهانا خاسرا قد تكون له عواقب وخيمة. حيث يرى أن الرئيس ماكرون لم يتمكن من العثور على الكلمات أو الخطوات التي ينتظرها منه المغاربة. وأن توجهه الجزائري سيجلب له الكثير من خيبات الأمل.
وقال الرئيس الفرنسي السابق:” لا أعتقد أننا بحاجة إلى مضاعفة المبادرات مع القادة الجزائريين الذين تمثيليتهم وشعبيتهم ضعيفة للغاية داخل بلادهم. كلما حاولنا بناء صداقة ” مصطنعة “، كلما رفضوا ذلك. إنهم بحاجة إلى عدو ليصرفوا انتباه شعبهم عن الفشل الذريع الذي أغرقوا فيه هذا البلد الرائع، الذي يعد من أغنى دول العالم بسبب غنى أراضيه بالمواد الخام، خاصة في السياق الطاقي الذي نعرفه”.
ووفق ساركوزي، فإن “هذه المبادرات التي أفهم أسبابها والتي تنطلق من حسن نية، محكوم عليها، في نظري، بالفشل. وفضلا عن ذلك، فإنها قد تبعدنا عن المغرب. (…) في هذه اللعبة، نحن نخاطر بخسارة كل شيء. لن نكسب ثقة الجزائر وسنخسر ثقة المغرب. إنه رهان خطير ومحكوم عليه بالفشل مسبقا”.
ودعا نيكولا ساركوزي بلاده إلى اتخاذ موقف واضح بشأن مغربية الصحراء التي تعتبر قضية مركزية بالنسبة للمصالح الاستراتيجية للمغرب، والتي من شأنها تجنب قيام جمهورية صحراوية من شأن صلابتها وديمومتها أن تترك جميع المراقبين المطلعين في حيرة من أمرهم. وفق ساركوزي.
وأكد ساركوزي، أنه “إذا كان هناك مجال واحد في الدبلوماسية الفرنسية يستحق إعادة النظر فيه فهو التزامنا تجاه أشقائنا المغاربة!”. كاشفا أنه لطالما شعر بنوع من القرب مع المغاربة” إنهم شعب مضياف وكريم للغاية. حتى عندما يكون لديهم القليل، فإنهم مستعدون دائما لتقاسمه وفتح منازلهم وتبادل أطراف الحديث وتقديم كؤوس الشاي الساخن الذي هو مشروبهم الوطني”.
وشدد الرئيس الفرنسي السابق، على ضرورة حفاظ بلاده على علاقتها المتميزة مع المغرب.
وتجدر الإشارة إلى أنه يُنتظر أن يصل ساركوزي إلى المغرب نهاية العام الجاري أو بداية عام 2024، وذلك لتوقيع كتابه “زمن المعارك”.
عبّــر – متابعة
اترك هنا تعليقك على الموضوع