ذكريات مع الكرة…عندما زأرت “الأسود” بتونس لتنال الوصافة في كان “2004”

الأولى كتب في 8 يناير، 2022 - 21:35 تابعوا عبر على Aabbir
الأسود
عبّر ـ ولد بن موح

فؤاد جوهر-عبّر

 

الأضواء هذه المرة كانت خافتة، ولم تصوب على الأسود، فقد كانت التشكيلة فتية، وتضم لأول مرة لاعبين سيخوضون غمار التنافس على كأس افريقيا، باستثناء قلة من الأسماء المخضرمة كالسفري والعميد نور الدين النيبت.

ولاقت التشكيلة المعلنة من قبل الإطار الوطني، وصانع أفراح مونديال ميكسيكو 1986، قبيل الرحيل الى تونس، انتقادات واسعة من قبل المهتمين، والصحافة الوطنية، بسبب استدعائه للاعبين جدد لأول مرة، في مقابل استغنائه عن الأسود التي شاخت في تلك المرحلة.

ثقة بادو الزاكي في العناصر الوطنية تزايدت مع الانسجام، والتناغم الذي بدأ يظهر على الكتيبة المغربية، قبيل أيام من إنطلاق الكان، والذي شارك فيه 16 منتخبا موزعين على 4 مجموعات.

اولى مباريات الأسود، كانت مع العملاق النيجيري المرشح كالعادة للعب الأدوار المتقدمة، وبدأ اللقاء بالحذر من كلا المنتخبين، مع محاولات محتشمة الى حدود الدقيقة 77، حيث ترجم فيها الصاعد يوسف حجي، بناء هجومي إلى هدف قاتل أعطى دفعة قوية للعناصر الوطنية لإستكمال البطولة على أحسن وجه.

ودك المنتخب المغربي شباك المنتخب البينيني في ثاني مبارياته برباعية نظيفة، وسيطرة مطلقة على مجريات اللقاء، حيث أظهرت الأسود انسجام وتناغم بين خطوطه، لتخطف الأضواء من جديد، ويدخل خانة الترشيحات للعب أدوار طلائعية في هذه البطولة.

المبارة الثالثة، كانت تحصيل حاصل، حيث خرج رفقاء النيبت بتعادل ايجابي أمام منتخب جنوب افريقيا، ليلاقي الأسود في دور الربع منتخب الخضر ، في ديربي مغاربي ناري أسال الكثير من الحبر بين المهتمين.

ودقت ساعة الحسم في الثامن من فبراير بملعب صفاقس، وأمام حشود جماهير المنتخب الجزائري التي تمكنت من افتتاح التسجيل في الدقيقة 84 بواسطة اللاعب شراد.

وبينما كانت صافرة الحكم تستعد لإنهاء اللقاء بفوز الجزائر، وسط الدخان المنبعث من أرضية الملعب التي سببتها الألعاب النارية، قاد موحى هجوما خاطفا للأسود على الجهة اليسرى، ليمرر في مربع العمليات، حيث نجح الشماخ في ايداع الكرة في المرمى معدلا الكفة في الدقيقة 94 من الوقت الميت.

ومنح هدف التعادل شحنة ايجابية للأسود التي أضافت هدفين في الأشواط الإضافية، من توقيع كل من حجي، والزاييري، لتتأهل العناصر الوطنية بعد ملحمة كروية أخرجت المغاربة الى شوارع المملكة.

وبدا بادو الزاكي واثقا في لاعبيه أكثر مع توالي المقابلات، إذ ظهر الإنصهار والتماسك بين جميع الخطوط، وهو ما ترجم واقعا في مبارة نصف النهاية أمام منتخب مالي، حيث سحقت الأسود الماليين برباعية نظيفة، من امضاء كل من المختاري بهدفين، وحجي، وباها، لتصل كتيبة الزاكي الى الدور النهائي وتنافس عن اللقب لثاني مرة في تاريخها الكروي.

دموع بادو الزاكي انهمرت في موقعة رادس النهائية، بعدما انهزمت الأسود بهدفين مقابل هدف واحد، في مبارة كانت فيها نسور قرطاج سباقة للتسجيل، ليعدل المتألق المختاري، النتيجة في آخر دقائق الجولة الأولى.

وحرم الجزيري الصاعد المنتخب المغربي بعد هفوة من الحارس فوهامي في بداية الشوط الثاني، من لقب تاريخي بأرض تونس الخضراء، في دورة استثنائية للعناصر الوطنية، مازالت الجماهير المغربية العريضة تتذكرها بكل فخر واعتزاز.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع