وجد حزب التقدم والاشتراكية نفسه وسط عاصفة من الانتقادات النارية وموجة سخرية عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي، على خلفية مقترحات مثيرة تقدم بها للجنة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة.
وطالب “الحزب الشيوعي المغربي” في مذكرة قدمها للجنة المذكورة في لقاء صحافي، الإثنين الماضي بمقره بالرباط، بفرض العدة على الزوج بعد الطلاق، في إطار المساواة في الالتزام بفترة العدة بين المرأة والرجل، معللا مقترحه بتفادي تسرع الأخ في عقد زواج آخر فور الطلاق حتى التأكد من عدم حمل طليقته.
وتضمنت مقترحات حزب “الكتاب” لتعديل مدونة قانون الأسرة أيضا، مراجعة مسألة العدة بالنسبة للمرأة وتجاوز التصور التقليدي لمقاربة مدتها من خلال اللجوء إلى الوسائل العلمية الحديثة للتأكد من وجود حمل من عدمه إعمالا لمبدأ المساواة بين الرجل والمرأة.
ولم يقف حزب نبيل بنعبد الله عند هذا الحد، وطالب بمنع تعدد الزوجات وإلغائه منعا نهائيا ومطلقا، معتبرا أنه “يجسد أسوأ أشكال التمييز والعنف القانوني ضد المرأة، ويحط من كرامتها وإنسانيتها، كما يكرس مظهرا جديدا من مظاهر الاستعباد في صيغته الجديدة”، على حد تعبيره.
وانهالت الردود الغاضبة على حزب التقدم والاشتراكية، والتي استنكرت في مجملها ما جاء به من مقترحات لا تتوافق مع طبيعة المجتمع المغربي المسلم.
ووصف النشطاء المغاربة مقترحات حزب نبيل بنعبد الله بالعبث ما بعده عبث، داعين أعضاءه إلى الذهاب للعيش في روسيا أو الصين إن كانوا يريدون العيش تحت وصاية قوانين شيوعية ملحدة.
واتهم كثيرون الحزب الشيوعي المغربي بمخالفة شرع الله والسعي لتغييره بهكذا قوانين ما أنزل الله بها من سلطان، مشددين على أن ما جاء به من مقترحات تخالف النص القرآني القطعي وما قاله الملك محمد السادس أكثر من مرة من أنه لن يحلل حراما ولن يحرم حلالا.
وإلى جانب ذلك، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات ساخرة على مقترح فرض العدة على الرجل، بأن قال بعضهم أنه ربما يجب فرض عدة على الرجل للتأكد من عدم حمله.
ومن التعليقات الساخرة التي دونها نشطاء مغاربة حول الموضوع، ما دونه أحدهم قائلا:”نهار يحيض الرجل يدير العدة ويلبس الأبيض، وزيدوه الحمل والرضاعة مناصفة مع المرأة، إنه عبث ما بعده عبث، يطالبون بأشياء لا تتناسب مع المنطق والفكر السليم”.
وعلق ناشط آخر متهكما:”العدة للرجل ههههه قريبا المطالبة باقتسام الحمل بين الرجل والمرأة، لا تتعجب حين تتيه البوصلة”.
بقيت الإشارة إلى أنه لا تجب على الرجل العدة إلا في حالتين وهما:”في حال رغب في الزواج من شقيقة طليقته أو أو عمتها أو ابنتها أو خالتها وابنتها، إذ عليه انتظار انتهاء عدة طليقته حتى لا يجمع بين القريبتين.
كما يجب على الرجل انتظار انتهاء عدة طليقته في حال كان متزوجا من 4 نساء وطلق إحداهن ليتزوج بأخرى، حتى لا يعتبر في حكم المتزوج بخمسة نساء.
زربي مراد – عبّــر
اترك هنا تعليقك على الموضوع