جماعة بوكو خرافة و التيارات العدمية و المتاجرة بأرواح الأبرياء

الأولى كتب في 29 أغسطس، 2019 - 12:14 تابعوا عبر على Aabbir
جماعة بوكو خرافة و التيارات العدمية و المتاجرة بأرواح الأبرياء
عبّر ـ ولد بن موح

محمد بن حساين-عبّر 

 

ما إن تقع حادثة من الحوادث في هذا الوطن الحبيب، إلا و تنبري التيارات العدمية لشنت حملة تصفية للحسابات مع الدولة، حتى و لو كانت هذه الحوادث أو الفواجع لا تحدث إلا في بلادنا دون بلدان العالم الأخرى.

 

ما وقع في تارودانت و ما خلفه من ضحايا و مآسي آلمت جموع الشعب المغربي، لا يجب أن تتحول إلى مطية يركبها العدميون لتصفية حسابات سياسوية ضيقة مع هذه الجهة أو تلك، كما تقوم بذلك و عند أي حادث بعض قيادات جماعة بوكو خرافة، التي أصبح الركوب على فواجع الناس و استغلالها أحد هوياتها المفضلة، حيث لا تفوت مثل هذه الفرص لمواجهة المسؤولين و الدولة و النظام القائم فيها مسؤولية هذه الفواجع، و كأن هذه الفواجع كما سبقت الإشارة ماركة مسجلة باسم بلدنا.

 

 

إن ما وقع بتارودانت و بغيرها يجب أن يكون مناسبة لأخذ العبر و تصحيح الأخطاء و أيضا محاسبة المسؤولين الذين يتبين أنهم قسروا بشكل أو بآخر في تأدية واجباتهم مما أدى إلى هذه الفاجعة أو تلك، لا أن يكون مناسبة لتأليب المواطنين و تحريضهم ضد الدولة و ضد النظام، لتحقيق أهداف سياسوية ضيقة خدمة للمصالح الشخصية أو الفئوية أو الطائفية، على حساب مصلحة البلاد و العباد.

 

 

فمثل هذه السلوكيات المنبوذة في جميع الأعراف و التقاليد، التي تقتضي التكاثف و التلاحم أمام الأزمات، لن تؤدي إلى التفريق بين أفراد المجتمع و ضرب وحدة الصف، باستغلال البسطاء و التغرير بهم و إيهامهم بأمور هي غير صحيحة واقعيا، خاصة إذا كنا نعلم سلفا أن بعض هذه التيارات و خاصة جماعة العدل و الإحسان، همها الوحيد هو السلطة و الوصول إلى الحكم بطرق غير شرعية، حيث تعمد بشكل متزايد إلى استغلال هذه الفواجع للضغط بقوة من أجل زرع أكبر كمية من العداء للنظام بين مريديها، أما عموم المواطنين فهم بقدر من الذكاء يحول دون أن تنطلي عليهم مثل هذه الألاعيب البائسة.

 

 

لهذا وجب التنبيه إلى تغيير الأوضاع و تطوير المجتمع لا يكون بالانجرار والانجراف خلف التيار العدمية، التي تتبنى الأطروحات العنيفة للاستيلاء على الحكم و تداري ذلك بإدعاء المنهج السلمي، بينما أدبياتها تعج بعبارات العنف و الإرهاب، كمفهوم “القومة”، و “مكنسة السلطان” التي أعدها عبد السلام ياسين، لأتباعه قبل وفاته و دعاهم إلى نهجها مع مخالفيهم عندما يتمكنوا من الحكم.

 

 

التغير و التطور المنشود، يكون في إطار تكثيف الجهود و العمل الجماعي و النقد البناء، و المساهمة في الإصلاح كل من موقعه، خاصة و أن عدد من الفواجع وقعت بسبب أمور بسيطة، كان من الممكن تلافيها بقليل من الحكمة و التعاون و التدبير المشترك البعيد عن الحسابات السياسية الضيقة، بوضع مصلحة البلاد و العباد فوق كل اعتبار.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع