جماعة بوكو خرافة وشعار “تازة قبل غزة”

الأولى كتب في 18 ديسمبر، 2020 - 12:02 تابعوا عبر على Aabbir
العدل و الاحسان
عبّر ـ ولد بن موح

ولد بن موح-عبّر

 

 

في سياق التقاطبات التي يعرفها المجتمع المغربي عموما والنخب السياسية على وجه الخصوص، خرجت جماعة بوكو خرافة (العدل والإحسان) من خلال أحد مسؤوليها ليبسط لنا موقف جماعته من هذا السجال، وإن كان هذا الموقف معروف مسبقا خلفياته وتوجهاته بالنظر إلى موقع الجماعة داخل النسيج السياسي الوطني، والمواقف التي درجت على اتخاذها منذ نشأتها وتأسيسها على يد عبد السلام ياسين رحمه الله.

 

لكن الداعي للحديث في موضوع هذه الجماعة التي اختارت منذ مدة أن تحجز مكانها في المكان السياسي المريح، وهو مكان المتفرج المعارض، هو أن قيادات هذه الجماعة وفي أوج الانتفاضة الفلسطينية الأولى والثانية، و في الوقت الذي انبرى فيه المغاربة وهبوا هبة رجل واحد لنصرة انتفاضة الأقصى الأولى والثانية، رفعت هذه القيادات شعار “تازة قبل غزة”، بما يفيد أن القضية الفلسطينية بحمولتها الروحية والإنسانية والتي يعتبرها المغاربة قضية وطنية، ليست بذات أولوية بالنسبة لهذه الجماعة.

 

الآن وبعد التطورات الكبيرة التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقية، و بعد التآكل الذي عرفته الجماعة خاصة بعد وفاة زعيمها، عبد السلام ياسين، عادت إلى تبني القضية الفلسطينية في محاولة يائسة لاستعادت البريق المفقود، وهذا يدل على أن القضية الفلسطينية تحولت إلى مطية يركبها كل من تقطعت به سبل الوصول إلى الجماهير، وافتقد مقومات الوجود الموضوعي في الشارع العام.

 

الغريب في تصريحات مسؤول العلاقات الخارجية في هذه الجماعة، أنه مارس نوعا من التدليس والتلبيس على مريدي هذه الجماعة، وهو عندما ربط بين الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، التي لا تحتاج في الأصل إلى ذلك، طالما أن التاريخ و الجغرافيا و الثقافة تعترف بذلك و تؤكده، و بين إعلان المغرب استئناف اتصالاته مع الكيان الصهيوني، ومن جهة ثانية، أن المسؤول اتهم المغرب بأنه اعترف بالكيان الصهيوني، وهضم حقوق الفلسطينيين في حقوقهم المشروعة، وبالتالي سقط هذا المسؤول في فخ البروباكاندا المعادية للوحدة الترابية، والتي صورت الأمر كما لو كان مقاضية، والحال أن المغرب من خلال الاتصالات التي أجراها الملك محمد السادس، مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، و الرئيس الفلسطيني، محمد عباس أبو مازن، أكد أن القضية الفلسطينية و قضية استكمال الوحدة الترابية صنوان بالنسبة للمغرب، وأن هذا موقفه من حقوق الشعب الفلسطيني ثابت لا يتغير.

 

فالمغرب والمغاربة قيادة وشعبا ضحوا ومستعدين للتضحية في كل وقت وحين من أجل أرض فلسطين، أرض أولى القبلتين وثالث الحرمين، لكن جماعة، “بوكو خرافة”، لا يمكنها أن تقر بذلك و إلا فخطابها المناوئ للدولة لن يصمد أمام الحقائق التي أكدت عليها تفاهمات الملك محمد السادس، و التي يوجد صداها على أرض الواقع، إلى درجة أن عدد من الصحف الصهيونية هاجمت المغرب قيادة و شعبا، لأنه رفض أن يكون هناك تطبيع كامل مع إسرائيل.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع