باريس..إبراز تفرد المغرب كأرض للتسامح الديني والعيش المشترك

تقارير كتب في 13 مارس، 2023 - 19:10 تابعوا عبر على Aabbir
المغرب
عبّر ـ ولد بن موح

تم إبراز الطابع المتفرد للمغرب باعتباره أرضا للتسامح الديني والعيش المشترك بين مختلف الطوائف والديانات،

الأحد بكريتاي في الضاحية الباريسية، وذلك خلال افتتاح الأسبوع اليهودي-المغربي،

الذي تمت خلاله أيضا الإشادة بدور الملك محمد السادس من أجل الحفاظ على التراث المغربي-العبري.

وسلط مختلف المشاركين في هذا الحدث، المنظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس،

الضوء على خصوصية المغرب كأرض للاستقبال والتعايش بالنسبة لليهود على مدى قرون،

مبرزين جهود ومبادرات العاهل المغربي من أجل صيانة والنهوض بالتراث اليهودي-المغربي.

وبهذه المناسبة، أكد ألبير الحرار، رئيس الجمعية الثقافية الإسرائيلية بكريتاي، أن العاهل المغربي،

الوفي لمبادئ الأسرة العلوية، واصل جهود أبيه المغفور له الملك الحسن الثاني وجده جلالة المغفور له الملك محمد الخامس،

من خلال قيادة ترميم المعابد وإعادة تأهيل جميع المقابر اليهودية.

وقال إن العاهل المغربي قام أيضا بتدشين “بيت الذاكرة” في العام 2020، والذي يعد فضاء روحيا

للحفاظ على الذاكرة اليهودية-المغربية، وكانت لدى جلالته الإرادة لجعل المغرب ينخرط في اتفاقيات إبراهيم،

التي مكنت المملكة وإسرائيل من توسيع وتطوير مبادلاتهما في مجالات الصناعة، الاقتصاد والثقافة،

في إطار أبعد يمكن أن يشكل نموذجا بالنسبة لدول أخرى.

من جهته، أكد سعد بندورو، نائب رئيس البعثة بسفارة المغرب في باريس،

أن المكون العبري، المعترف به في الثقافة المغربية، يحظى بمكانة نوعية في المملكة،

مشيرا إلى أن الجالية اليهودية المقيمة في المغرب تتيح “استدامة يهودية متجذرة في المشهد المغربي منذ أزيد من 2000 عام”.

وأوضح أنه من خلال مؤسساتها، مدارسها، دور المسنين الخاصة بها ومعابدها، فإن هذه الطائفة “مندمجة تماما ضمن المشهد الثقافي المغربي”،

مؤكدا أنه مع تزايد المخاطر، ومظاهر عدم التسامح في كل مكان تقريبا عبر العالم،

يبدو هذا النموذج للعيش المشترك مهددا، ما يحيل على مسؤولية الجميع،

مغاربة يهودا ومسلمين، إزاء صونه وحمايته.

من جانبه، أكد إيلي كورشيا، رئيس المجلس الديني اليهودي لفرنسا، أن هذا الحدث يحتفي باليهودية المغربية وخصوصياتها كنموذج للتعايش والأخوة والسلام.

وبالعودة إلى الاحتفالات بعيد الفصح اليهودي، أوضح أنه خارج إسرائيل،

يعتبر المغرب البلد الذي يشهد أكبر زخم لتنظيم هذا العيد، ما يعكس “الصلة الوثيقة” لليهود بالمغرب.

من جهته، أعرب رئيس المجلس الديني اليهودي بباريس وإيل دو فرانس، جويل ميرغي،

عن العرفان الذي يكنه يهود المغرب لجلالة المغفور له الملك محمد الخامس،

لقيامه بحماية الطائفة اليهودية إبان فترة الحرب العالمية الثانية، مبرزا أهمية اتفاقيات إبراهيم،

خلف قيادة الملك محمد السادس، ودورها في تعزيز علاقات اليهود من أصل مغربي بالمملكة.

وقال ميرغي إن “اليهودية المغربية منحت شخصية لليهودية”، مسلطا الضوء على المساهمة الأساسية للثقافة المغربية في إشعاع الثقافة اليهودية.

بدوره، ذكر عمدة كريتاي، لوران كاتالا، بالتاريخ الألفي لليهودية المغربية، مذكرا بأنه خلال هذه الألفية،

امتزج تاريخ الطائفة اليهودية المغربية على نحو وثيق بتاريخ البلاد، مسجلا أنه على مدى قرون، حين كانت التوترات والصراعات الدينية هي الواقع المحزن، “كان المغرب يعد بمثابة استثناء”.

ولفت إلى أن المملكة، التي تقع عند مفترق الطرق بين عوالم مختلفة تتعايش فيها العديد

من الطوائف في وئام استثنائي للغاية، تظل نموذجا لثقافة التسامح والانفتاح والتعايش،

وتعتبر رمزا لاندماج روحي وثقافي “فريد” في العالم العربي.

وكان هذا الأسبوع الثقافي قد افتتح، أمس الأحد، بمبادرة من الجمعية الثقافية الإسرائيلية لكريتاي،

بالتعاون مع العديد من المؤسسات في المغرب وفرنسا والجمعيات الفرنسية-المغربية،

بهدف تسليط الضوء على التراث اليهودي-المغربي وإبراز العيش المشترك العريق بين اليهود والمسلمين في المملكة.

كما تميز افتتاح هذا الحدث، الذي يتواصل إلى غاية 19 مارس الجاري، بمشاركة سيرج بيرديغو،

الأمين العام لمجلس الطوائف اليهودية في المغرب، وذلك بحضور عدد من القناصل العامين للمغرب

في إيل دو فرانس، إلى جانب ممثلين عن حاخامية فرنسا وأعضاء الجالية المغربية المقيمة بإيل دو فرانس.

ويشتمل البرنامج الثقافي لهذا الحدث على موائد مستديرة، نقاشات، معارض، عروض أفلام وحفلات موسيقية.

و م ع 

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع