باحث: إذا اختفت منصات التواصل اختفى العالم ورجع الإنسان إلى العصر الحجري الجديد

مجتمع كتب في 6 مارس، 2024 - 14:30 تابعوا عبر على Aabbir
منصات التواصل
عبّر

 

قدمّت شركة “ميتا”، اعتذارها عن الأعطال التي طالت، يوم أمس الثلاثاء، منصات “فيسبوك” و”إنستغرام” و”ثريدز” التابعة لها، ومنعت مستخدمين من الولوج لحساباتهم.

 

وعلى الرغم من عودة الخدمة على المنصات بمجرد حل المشكلة، إلا أن ذلك طرح تساؤلات حول مدى ارتباط ملايين المستخدمين بهذه المواقع التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتهم، حيث أعلنوا عن صدمتهم بعدما واجهوا مشكلة لولوج حساباتهم ظنا منهم أن الأخيرة لم يعد لها وجود في رمشة عين.

 

الباحث المغربي، إدريس الكنبوري، وفي تعليقه على الموضوع، قال إنه وبعد اختفاء منصات التواصل الاجتماعي أمس، بدأ الجميع ” يتململ وأخذت تتدفق الرسائل عبر الواتساب والاتصالات الهاتفية، كأن حدثا كبيرا حصل، وهو فعلا حدث كبير، لأن هذه المنصات اليوم هي المنبر الذي يعبر عبره الناس عن آرائهم ويتواصلون بها ويعرفون العالم من عيونها”.

 

وأوضح الكنبوري، في تدوينة عبر حسابه بموقع ” فيسبوك”، أنه إذا اختفت هذه المنصات اختفى العالم ورجع الإنسان إلى العصر الحجري الجديد، فقد أصبحت العودة إلى التواصل المباشر وحتى عبر الهاتف العادي عودة إلى العصر الحجري.

 

ووصف الباحث، الأمر بـ” عبودية العصر الرقمي، حيث أصبح الإنسان عبارة عن code، فإذا ضاع الكود ضاع الإنسان في الزحام ولم يعد يتعرف عليه سوى الأقربون. يذكرني هذا بقولة الفبلسوف الفرنسي جان بول سارتر عندما ظهرت في فرنسا بطاقة التعريف الوطنية “يا للهول، لقد أصبحنا مجرد أرقام”، ولو عاش سارتر إلى أيامنا لقال ما هو أفظع”.

 

وأكد أن العصر الرقمي هو الثقافة الرقمية والكتب الرقمية والتراث الرقمي، في لحظة واحدة إذا أراد أصحاب هذه المنصات قطعها عن العالم ضاع كل شيء، وبدأ الإنسان من الصفر يعيد بناء ما كان يظن أنه بناه رقميا. إن الأمر يشبه ضياع قرص وضعت فيه جميع أرشيفاتك.

 

ولفت المتحدث ذاته، إلى أن ” العصر الرقمي قضى على الذاكرة، وعلى قدرة الإنسان على الكتابة والقراءة، وعلى تقييد معلوماته في الورق، وعلى الذكاء البشري. أصبح الإنسان مجرد آلة أمام آلة، إذا تعطلت تعطل الإنسان. في هذا العصر الرقمي لم يعد الظلام يعني غياب الشمس، بل غياب منصات التواصل، إنه ظلام افتراضي لكنه أصبح هو الحقيقة، لأن الإنسان يصبح بلا عين ولا عقل يتخبط دون هدى بدون هذا النور الافتراضي الذي ينبعث من الشاشات”.

 

وبحسب الباحث المغربي، فإنه ” كان العصر الرقمي آخر ما توصلت إليه الحداثة، فهذا يعني أن الحداثة تظل معطوبة مهما تطورت، ويظل التقليد هو الثبات، لكن هناك من يعود إلى التقليد مضطرا في حالة حصول عطب في الحداثة، وهناك من يعود إليها مقتنعا لأنه ظل يمسك بيده اليسرى على آخر ما توصلت إليه الحداثة، وفي نفس الوقت ممكسا باليد اليمنى على التقليد، وليس المضطر كالمختار”.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع