تعليقا على موجة الغلاء الفاحش والارتفاع الصاروخي للأسعار التي يشهدها المغرب، فاجأ محمد المهدي بنسعيد،
وزير الشباب والثقافة والتواصل، المغاربة بتصريحات مثيرة جرت عليه انتقادات لاذعة على مواقع التواصل الاجتماعي.
بنسعيد، ولدى حلوله أمس ضيفا على مؤسسة الفقيه التطواني بسلا، قال أن مسببات ارتفاع الأسعار معروفة،
رافضا الخوض فيها بالتفصيل حتى لا يتهمه المغاربة بالاختباء والتهرب من المسؤولية على حد قوله.
وأوضح بنسعيد أن تدبير الحكومة لشؤون أزيد من 30 مليون نسمة، يفرض عليها السعي إلى التوصل لحلول
على المدى القصير من شأنها أن تحسس المواطنين بنوع من التجاوب مع مطالبهم الآنية،
وأخرى على المديين المتوسط والطويل.
وأضاف المسؤول الحكومي ذاته، أن التفكير في مستقبل الأجيال القادمة يفرض على الحكومة
مراعاة ذلك في خططها واستراتيجيتها، مشددا في معرض حديثه عن أزمة الأسعار الحالية،
على أن الحكومة تهدف إلى خلق توازن بين الحاجيات الآنية ومستقبل المغاربة في السنوات المقبلة.
ويرى الوزير نفسه، أن مجموعة من البرامج الحكومية لن يظهر أثرها الفعلي إلا بعد سنوات،
معتبرا أن خطط الحكومة في هذا الاتجاه مؤسسة على ذكاء سياسي وآخر اقتصادي.
وأبرز بنسعيد أن المسؤولين الحكوميين هم أيضا جزء من المجتمع المغربي، وعائلاتهم أول من يشكو إليهم
ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية في الأسواق.
وانتقد النشطاء المغاربة بشدة تصريحات الوزير بنسعيد، مشددين على أن المتضرر من ارتفاع الأسعار
هم المواطنون الفقراء والبسطاء.
واستغربوا كيف يتأثر الوزراء بموجة الغلاء وهم يتقاضون أجورا سمينة ناهيك عن كونهم يملكون
مشاريع وشركات ومصانع وعقارات وما خفي أعظم.
واعتبر كثيرون مبررات بنسعيد واهية، الهدف منها الضحك على الذقون، داعينه إلى النزول للأسواق المغربية
للاطلاع على واقع الحال والمعاناة الحقيقية للشعب المقهور.
وفي هذا السياق، علقت ناشطة على تصريحات بنسعيد قائلة:”لستم بجزء من المجتمع أنتم تعيشون
الرفاهية وتتقاضون أجورا سمينة”.
وعلق ناشط آخر يقول:”في حياتي ما شفت شي مسؤول ولا حتى شي مرا ديالو في السويقة
كاتقضا بحالها بحال المواطنين البسطاء ما راضينش كاتلقاهم غير في مرجان وكارفور حيت عندهم لفلوس
وكايفتاخرو على بعضهم، كاينطابق المثل المغربي الكرش الشبعانة ماحاسة بالجيعانة”.
زربي مراد – عبّر
اترك هنا تعليقك على الموضوع