قال المحلل السياسي، إدريس الكنبوري، إن قضية الأسرى الذين يوجدون بيد المقاومة أصبحوا شوكة في حلق إسرائيل بمعنى الكلمة. كما أن الحكومة الإسرائيلية وضعت نفسها في الفخ وأصبحت مرتبكة، وقد نجحت المقاومة في توريطها في مواقف غريبة.
وأضاف الكنبوري، أن إسرائيل ” تقول بأنها لن توقف إطلاق النار إلى أن يتم استعادة الرهائن، وفي نفس الوقت ترفض أن تتسلم الرهائن الذين تفرج عنهم حماس، لماذا؟ لأن إسرائيل لا تريد أن تظهر أمام الرأي العام الداخلي بأنها تلقت هدية من المقاومة مجانا، ولا تريد أن تكسب المقاومة عائلات الرهائن، لذلك تريد مواصلة القصف، لكن إلى متى؟”.
ووصف المحلل السياسي، في منشور على حسابه بموقع “فيسبوك”، الموقف الذي وضعت فيه إسرائيل نفسها بالغريب والمعقد والمضحك. خاصة وأنها ” اليوم رفضت أيضا أن تفرج المقاومة عن الأسرى ذوي الجنسيات الأوروبية وتسلمهم إلى بلدانهم، لأن هذه المبادرة سوف تخدم المقاومة أمام الرأي العام الأوروبي كحركة غير إرهابية ولا تعتدي على المدنيين والأجانب”.
وأكد الكنبوري، أنه ولأول مرة تخسر إسرائيل سياسيا ولا ينفعها الخداع الذي كانت تمارسه مع السلطة الفلسطينية منذ عقود. كانت دائما هي التي تضع الفلسطييين في الفخ، لكنها هذه المرة وقعت في فخ لم تكن تتوقعه أبدا، فقد أصبحت مسخرة من الناحية السياسية.
وتابع:” من يقولون بأن المقاومة لم تختر التوقيت المناسب عليهم أن يتأملوا في هذه الحنكة السياسية العالية والديبلوماسية الذكية التي تضاف إلى استراتيجية عسكرية بالغة الدقة والتخطيط، وهذا سوف يزيد المقاومة احتراما بين الفلسطينيين والعالم وسيجعل القوى الدولية تضرب لها ألف حساب مستقبلا وسيقنع إسرائيل بأنها أمام خصم حقيقي يقود اللعبة بطريقة مختلفة تماما عما تعودته مع القوى الفلسطينية الأخرى في السابق”.
وقال المحلل السياسي، إن حركة حماس قد أظهرت من خلال هذه التجربة العسكرية والسياسية أنها حركة قادرة على خوض الصراع مع إسرائيل بأسلوب مختلف، وأن المرحلة المقبلة التي ستصبح فيها فاعلا رئيسيا في المفاوضات ستكون مرحلة صعبة جدا بالنسبة لإسرائيل في حال انتهت هذه الحرب، لأن المقاومة ستفاوض وبيدها العصا.
وشدد المتحدث ذاته، على أن المقاومة جيل جديد ذكي ومتحمس وخبير بالألاعيب الإسرائيلية وبرع في صنع المفاجآت.
غزلان الدحمني – عبّــر
اترك هنا تعليقك على الموضوع