العفو عن هاجر الريسوني و نقاش الحريات الفردية

الأولى كتب في 17 أكتوبر، 2019 - 07:34 تابعوا عبر على Aabbir
الملك محمد السادس
عبّر

 

 

 

محمد لوريزي-عبّر

 

 

في الوقت الذي عبرت عدد من الفعاليات السياسية و  المدنية بالاساس عن تعاطفها مع هاجر الريسوني، و قضية اعتقالها بالجرم المشهود بتهمة ممارسة الاجهاض خارج المحددات القانونية و الشرعية، معتبرة أن حضها العاثر وضعها في ذلك الموضع المشبوه الذي أودى بها و بخطيبها إلى السجن،  انبرت بعض الأصوات النشاز إلى تحوير النقاش و تحميله محاميل لا يتحملها.

 

 

 

في ظل هذا النقاش الحاد الذي تجاوز صداع حدود الوطن، جاءت المبادرة الملكية بالعفو عن هاجر الريسوني، و المتورطين معها في الملف، ليس من باب نفي التهمة او التبرأة منها، و لكن مرعاة لظروف انسانية صرفة خاصة و ان الفتاة كانت رفقة خطيبها و لم يبقى على موعد زفافها الا ايام معدودات.

 

 

 

فإذا كان حضها العاثر، و ضعها في ذلك الموقف الذي لا يتمناه أحد لأي فتاة، فإن الملك محمد السادس، و في إطار الرأفة والرحمة، التي عرف بها و التي كانت سببا في رفع المعاناة عن كثير من المواطنين و  في كثير من المناسبات، بالإضافة على حرصه على الحفاظ على مستقبل الخطيبين اللذين كانا يعتزمان تكوين أسرة طبقا للشرع والقانون، رغم الخطأ الذي قد يكونا ارتكباه ، والذي أدى إلى المتابعة القضائية.

 

 

و رغم أن البعض حاول الإيحاء بأن العفو الملكي، جاء في سياق النقاش الدائر حول الحريات الفردية، و ضرورة إقرار قانون يدعو إلى احترامها، فإن هذا الأمر مردود عليه، و على ذلك أن الملك يتدخل في كثير من المناسبات بالعفو على مواطنين مدانين بعدد من القضايا دون أن يكون ذلك في سياق التطبيع أو إقرار مع ما ارتكبوه من جرائم.

 

 

 

لذلك فالعفو الملكي، لا يمكن إخراجه من سياقه الطبيعي، و المرتبط أساسا بحق دستوري يمارسه الملك، و يدخل في سياق البعد الانساني العاطفي الصرف، الذي يشمل به امير المؤمين رعاياه و لو كانو مخطئين عن سبق إصرار و ترصد.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع