إقبال متزايد لتعلم اللغة الإنجليزية في ضوء تغول الفرنسية و خبير يفكك متغيرات المشهد اللغوي بالمغرب

مجتمع كتب في 17 أبريل، 2024 - 19:15 تابعوا عبر على Aabbir
الإنجليزية
جريدة عبّر

 محمد زكى- يبدو أن اللغة الإنجليزية وجدت طريقها لإثارة اهتمام المغاربة خاصة فئة الشباب، حيث صارت محادثاث الفئة اليافعة من المجتمع لا تخلو من كلمات باللغة الإنجليزية في حين تحتل اللغة الفرنسية مكانة هامة في الحياة العامة بالمغرب.

بناءا عليه تُطرح أكثر من علامة استفهام حول ما إذا كانت اللغة الإنجليزية ستزيح الفرنسية من مكانتها باعتبارها متجذرة في المؤسسات فضلا عن المكاسب التي من الممكن أن تجلبها في حال نجحت في أخذ مكانة اللغة الفرنسية.

في السياق أكد عبد الناصر ناجي أن المشهد اللغوي يخضع لعدة متغيرات تتحكم في تشكيله ضمن دينامية اجتماعية وثقافية وسياسية تؤثر في رجحان الكفة لصالح هذه اللغة أو تلك. وغالبا ما يحسم الصراع اللغوي داخل المجتمع حسب ميزان القوة بين الفئة المهيمنة في المجتمع والفئة المهيمن عليها”.

و أضاف ناجي في تصريح لجريدة “عبر. كوم” أن الدولة تلعب دورا حاسما في تغليب الكفة لصالح هذه اللغة أو تلك وذلك بتقوية حضورها في التعليم والإعلام والاقتصاد والإدارة بحيث تقوي وضعها السياسي والاقتصادي، وتنهج سياسات عمومية لدعمه إلى أن يصبح اكتساب هذه اللغة ضروريا للوصول إلى السلطة السياسية والرفاه الاقتصادي والترقي الاجتماعي.

و تابع المصرح عينه “من هذا المنظور فإن المكانة العالمية التي تحظى بها اللغة الإنجليزية اليوم والانتشار الذي عرفته بفضل التقدم التكنولوجي السريع الذي تم إحرازه في مجال الاتصالات والإعلام يجعلها عنصر جذب للشباب فيقبلون على تعلمها طمعا في أن تفتح لهم آفاقا جديدة تحسن من وضعياتهم الاجتماعية من خلال الظفر بفرص شغل مغرية إما داخل المغرب أو خارجه”.

و أورد الخبير التربوي أن” هذه المقاربة النفعية في تعلم اللغات لا تعترف بإكراهات الدولة ولا بالتزاماتها الوطنية أو الدولية وهو ما يفضي إلى الكثير من سوء الفهم لبعض الاختيارات التي تتبناها الحكومة في المجال اللغوي. علما أن بعض الاختيارات التي أقدمت عليها الحكومة مؤخرا تتناقض حتى مع اختيارات الدولة المتضمنة في المرجعيات المؤطرة مثل الرؤية الاستراتيجية والقانون الإطار للتعليم. وهكذا كرست الاختيارات الحكومية الأخيرة هيمنة اللغة الفرنسية على باقي اللغات في التعليم الإلزامي باستحواذها على حصة الثلثين من زمن التعلم”.

و لفت المتحدث إلى أنه” لا يبدو في الأفق أي تغيير لهذه السياسة خاصة مع القرض الأخير الذي حصل عليه المغرب من فرنسا لدعم هذا التوجه. رغم ذلك فالدينامية المجتمعية التي تجسدها الممارسات اليومية للناس فيما يتعلق بخياراتهم اللغوية سيكون لها بالضرورة تأثير في المشهد اللغوي سيتجلى أساسا في تراجع حضور اللغة الفرنسية لصالح حضور أكبر للغة الإنجليزية خاصة في دوائر الاقتصاد والبحث العلمي ومنصات التواصل الاجتماعي”.

و ختم الخبير التربوي تصريحه قائلا ” هذا لا يعني بالضرورة أن المغرب سيجني مكاسب لأن التقدم ليس رهينا بلغة معينة بل بتبني استراتيجيات تنموية قادرة على تحقيق ذلك، أما عامل اللغة فتأثيره يتجلى في كون جميع الدول المتقدمة حققت طفرتها التنموية بالاعتماد على لغاتها الرسمية في التعليم، إلى جانب الانفتاح المحدود على تعلم اللغات الأجنبية الأكثر تداولا في العالم. ذلك أنها تعي تماما بأن ضعف استعمال اللغة يعرضها إلى الاستنزاف وإلى ما يسمى بالافتراس اللغوي الذي تمارسه اللغة الأكثر حضورا على اللغة الأقل حضورا الشيء الذي يعرض هذه الأخيرة إلى الانقراض”.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع