أزمة المعارضة في المغرب !

عبّر معنا كتب في 12 يوليو، 2023 - 16:35 تابعوا عبر على Aabbir
المغرب
عبّر

من خلال المقال الأخير لصاحبه عبد اللطيف الحماموشي، المعروف إعلاميا ب “غُلام” (مجازيا) المعطي منجب، حول ما أسماه ب “أزمة الحكم في المغرب”، سيكون (الحماموشي) وخلافا لما يعتقده هو ويعتقده من يشتغل لحسابهم، (سيكون) قد أسدى خدمة جليلة (عن وعي أو بدون) لمن يحسبون أنهم يحاربونهم ويفضحونهم. لأنهم (الحماموشي وأسياده) يثبتون يوما عن يوم، أن الحديث في واقع الأمر يجب أن يكون عن أزمة المعارضة في المغرب، لا عن أزمة الحكم.

كيف ذلك ؟

أولا، عنوان المقال أصلا لم يكن موفقا على الإطلاق ولا يتناسب حتى مع المحتوى المزعوم المراد ترويجه على أنه حقيقة. وهذا إسمه تضليل وبروباغندا بأسلوب التهويل والتضخيم.
فأن تقول “أزمةُ الحكم في المغرب” فهذا يوحي أنك ستقرأ كتابا أو مقالا تاريخيا مطولا عن تطور الحُكم في المغرب، كممارسة، كنظام، وكإدارة عامة للدولة، وأن هذا الحكم منذ أن كان المغرب مغربا، كان يعيش أزمة وفوضى وتخبطا مستمرا. أي أن الأزمة هي القاعدة وأن هذه الأزمة هي وضع اعتيادي على امتداد عهود وعصور من الزمن في المغرب.

بمعنى آخر وكأنه يُوحَى للقارئ أن المـغرب دولة غير مستقرة على الإطلاق، الحكم فيها متخبط على طول الخط، بينما التخبط الحقيقي هو الذي يعيشه من يروجون لأطروحة “أزمة الحكم” المزعومة.
والأصح، لو افترضنا جدلا أن مضمون المقال المزعوم صحيح، (الأصح) أن يكون عنوان المقال: “أزمةُُ في الحكم بالمـغرب” (بصيغة النكرة والمفرد مع تحديد غير مباشر في الزمن) وهو العنوان الأقرب إلى المضمون المزعوم. أي أن هناك حكم (عريق ومتجذر) قائم ومستقر في المغرب ولكن ثَمّة أزمة معينة حلت به مؤخرا.
لأن من سيقرأ ما كتبه “صبي” المعطي منجب (أو بالأحرى ما أفتوا عليه) سيجد أن الفتى يحصر الأزمة المزعومة في فترة زمنية قصيرة لا تتعدى السنة وهي الفترة التي يزعم فيها كاتب المقال ومن يقفون ورائه، أن جلالة الملك كان فيها غائبا وأن هذا الغياب المزعوم، تشكلت خلاله وبسرعة فائقة (سبحان الله) “بنية” (وسرية من الفوق، ولكن هما تبارك الله عرفوها والملكية ما سايقة خبار) وبسرعة أخرى أكثر تفوقا من الأولى، استطاعت هذه البنية المزعومة، ليس فقط أن تسيطر على جزء من الدولة، بل أن تمسك بمقاليد الحكم… بشاااااخ !!! زعما تباااارك الله وخلاص، كيهضرو على الدولة بحال إيلا كيهضرو على شي حانوت هرفو عليه المتعلمين🤦🏻‍♂️🤦🏻‍♂️ وا كون كانت حانوت ومايهرفوش عليه بهاد السرعة.
زعما هاد المؤسسة الملكية العريقة والسلالة العلوية التي يزيد حكمها عن 400 سنة، شايفين شي “بنية سرية” كتستولي على الحكم وجالسين كيتفرجو فيها ياك ؟! 🤦🏻‍♂️🤦🏻‍♂️ الله يعطينا وجهكم !!
المقال والعنوان عند الحماموشي داير بحال دوك “الشيبسات” (chips) لكبار… الغلاف من برا منفوخ وعاطي للعين، ولكن فاش كتحلو كتلقا فيه الثلث فقط لي عامر 😁😁 عنوان جذاب ولكن مضلل (بالرغم من أن الفراغ فالشيبسيات عبارة عن غاز النيتروجين يوضع عن قصد والمنفعة ديالو أنه كيحافظ على القرمشة ديال الشيبس، ولكن فحالة مقال الصبي، ماكاين منفعة، كاين غا الفراغ)… فهمتي أسي “الباحث” المضلل ؟!
ما علينا… نكملو.
ثانيا، أعجبني كثيرا أسلوب “العَنْعَنَة” (عن فلان، وعن علان) الذي كتب به عبد اللطيف الحماموشي مقاله… عن هشام العلوي… عن محمد زيان وعن علي المرابط وعن المعطي منجب وعن علي أنوزلا… وهذا يعكس (ما شاء الله) “المجهود” الفكري والاستقصائي والبحثي الخرافي الذي قام به كاتب المقال كي يُنظِّر ويحلل ما أسماه (تضليلا وتدليسا) “أزمة الحكم (المزعومة) في المغرب”… لا لا تبارك الله الدري دار مجهود كبير وجاب حقائق حصرية غير مسبوقة ك “صحفي استقصائي”… برافو 👏🏻😁
لكن الجميل في هذه “العنعنة”، أنها تحمل اعترافين صريحين.
الأول أن الحماموشي مجرد “مْسَخّر”، ينقل آراء الآخرين وأن لا استقصاء أو بحث فيما نشره. بل هو فقط اجترار لما قاله سابقا من طلبوا منه إعادة تسويق كلامهم، لكن في قالب “صحفي”، بعنوان مثير جذاب مضلل، وأهم شيء أن ينشر على منصة “غربية” لإضفاء صبغة “العالمية” عليه (وفالحقيقة ما كاين لا عالمية لا زعتر)… باش سي عليوان يخرج بحال شي دري صغير فرحان يقولك… أووووه البنية السرية وصلات لميريكان… امممم… دخلات للبيت الأبيض گاااع ياك ؟!
الاعتراف الثاني وهو الأهم، هو أن الأسماء التي سردها كاتب المقال على أنها المُنظّرة لأطروحة “البنية السرية” المزعومة، هي في واقع الأمر أشبه ما تكون ب “Listing” لمجموعة الأشخاص الذين كانوا يحلمون أن يكونوا في مكان من يعتبرونهم الآن أعضاء لبنية سرية مزعومة.
يعني بالدارجة هادوك لي دايرين فيها دابا مفكرين ومثقفين ومناضلين ومعارضين يحلمون بالديمقراطية… كون وصلو لداكشي لي كانو كيحلمو بيه، كانو هما لي غيجيو وحدين خرين يقولو عليهم “بنية سرية”😁 وهذا يحيلنا على ثالثا وأخيرا.
ثالثا، الحقيقة أن أولئك الذين يدعون أنهم يريدون بناء الديمقراطية في المغرب، إنما هم في واقع الأمر يقودون صراعا مع النظام ولا يناضلون ضد النظام “من أجل عيون الديمقراطية” كما يدعون.
والأدهى أن حتى الصراع الذي يقودونه، ليس صراعا على الديمقراطية كما قد يزعم البعض منهم، بل هم في الحقيقة يقودون صراعا على السلطة والنفوذ والمصالح والامتيازات. وهذا ما يسمى ب “شخصنة الصراع”، إلا أن هذا الصراع ليس ثنائيا أو متبادلا. بل صراع من جانب واحد فقط. لأن من يتهمونهم أنهم يشكلون بنية سرية وأنهم يشكلون خطرا على الديمقراطية وأنهم استولوا على الدولة وعلى الحكم بأكمله، لا يعيرون لهم اهتماما ومنكبين على الوفاء بواجباتهم والتزاماتهم تجاه الوطن والمواطنين.
فعندما يكون الصراع من جانب واحد فقط وقائما على السلطة والمصالح، فهو ليس بصراع موضوعي من شأنه تحقيق منفعة عامة للشعب، بل هو صراع ذاتي، الذين يقودونه لا يفكرون سوى في مصالحهم الشخصية.
يعني بالعربية تاعرابت، بلا ما تجيو تغمقو علينا بالمفاهيم الديماغوجية…. حگا “السلطوية”، حگا “التغوّل”، حگا “البنية السرية” حگا “الإجهاز على الديمقراطية”، حگا “الاستيلاء على الدولة”… وبأن زعما هادشي كااااامل راه بسباب (فقط) فلان وفلان وفلان وعلان… لي حگا كيشكلو شي “بنية سرية” مزعومة، وبلي إذا ما بقاوش، صااافي المشاكل ديال المغرب كاااملة غادي تتحل…. يا ودي خرجو ليها گووود وقولو بلي عندكم حسابات شخصية مع دوك فلان وفلان وفلان وعلان وبأن الكثير منكم كان كيحلم يكونو فبلايصهم أو على الأقل بالنسبة للبعض، فبلايص مقربة منهم… صاااافي هاااذا ما كان فاللعبة كلها.

شفتو أزمة المعارضة في المغرب كيف عاملة ؟!!

 

المغرب

طارق القاسمي

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع