في الوقت الذي وصل فيه هاشتاغ “أخنوش ارحل”، مستويات قياسية تنذر باحتقان اجتماعي قد تكون له تداعيات خطيرة، وفي الوقت الذي ينتظر فيه المغاربة حلولا آنية لحماية قدرتهم الشرائية المتضررة بسبب الارتفاع الصاروخي لأسعار المحروقات، فاجأت أبواق إعلامية المغاربة بالاصطفاف إلى جانب رئيس الحكومة، أخنوش ومباركة قراراته المجحفة في حق الشعب المغربي.
ففي سابقة هي الأولى من نوعها، انبرت وكالة المغرب العربي للأنباء “لاماب”، للدفاع عن أخنوش من خلال نشرها لمقال عنونته بـ:”عشر نقاط رئيسية لفهم الحملة ضد رئيس الحكومة على مواقع التواصل الاجتماعي”.
وزعمت “لاماب” التي تمثل الإعلام الرسمي الممول من جيوب دافعي الضرائب يا حسرتاه، أن الحملة الافتراضية التي يشارك فيها الملايين وتواصل التمدد، ليست ناجمة عن حركة شعبية وإنما تقف وراءها حسابات مزيفة أحدثت فوريا من جهات أسمتها بالحاقدة، كما لو أنها تريد أن تقول أن ملايين المغاربة غير متضررين من الغلاء إطلاقا.
ولم تكتف “لاماب” بهكذا تضليل للدفاع عن أخنوش، ففي النقطة السابعة، اعتبرت إضفاء الطابع الشخصي على الحملة بجعل رئيس الحكومة هدفا لها يروم شيئا آخر غير الدفاع عن القدرة الشرائية للمواطنين، مبرزة أنه تواطؤ بين نشطاء سريين ومعارضة لا تقبل حتى اليوم بهزيمتها الانتخابية القانونية، كما لو أن لسان حالها يجزم بأن المغاربة لا يمكن أن يفتحوا أفواههم ليصرخوا من القهر الذي طالهم مع حكومة “تستاهل أحسن” وقدرهم أن لا يقولوا أف.
واستمرارا في الخبط العشواء لتبرير زلات أخنوش، اتهمت “لاماب” حزب العدالة والتنمية من غير ذكره بالوقوف خلف الحملة المجتمعية على مواقع التواصل الاجتماعي المطالبة برحيل رئيس الحكومة، مع أن الأمين العام لحزب المصباح، عبد الإله بنكيران، خرج مهاجما أصحاب هاشتاغ “أخنوش_ارحل”، مؤكدا رفضه لهذا المطلب.
ولنفترض أن الحملة الالكترونية على ضخامتها، لا تقف وراءها حركة شعبية وإنما فقط تغذيها أزيد من 500 حساب مزيف، تم إحداثها فوريا من قبل أوساط حاقدة غير معروفة حتى الآن لشن حملة ضد رئيس الحكومة، فهل لوكالة الهاشمي أن تتكرم بكشف من يقف وراء بعض الوقفات الاحتجاجية في الشوارع، والمسيرة التي أطلق عليها اسم “مليونية”، والتي ستعرفها كل المدن المغربية يوم غد الجمعة 22 يوليوز الجاري، اعتبارا من الساعة الثالثة زوالا تحت شعار:”كلنا معنيون كلنا مقهورون، جميعا لنردد “أخنوش ارحل”؟!!
زربي مراد ـ عبّر
اترك هنا تعليقك على الموضوع