هاجر الريسوني..الإسلام السياسي و ازدواجية الخطاب

الأولى كتب في 9 سبتمبر، 2019 - 11:47 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر ـ ولد بن موح

كـمـال قـــروع

 

 

من الملاحظ أن التصعيد الإعلامي الذي يكتنف الحملة التضامنية غير المشروطة أطلقها أتباع تيار الإسلام السياسي، مع زميلتهم المعتقلة بتهمة الفساد و الإجهاض، هاجر الريسوني، يحمل في طياته الكثير من سمات ازدواجية الخطاب و التناقضات التي يسير أغلبها في اتجاه لا يخدم مصلحة المعتقلة، بل و يؤكد تورطها في المنسوب إليها.

 

 

الركوب على مقررات الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، و العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، التي كان يتحفظ أبناء هذه التيارات على عدد من بنودها، نجدهم اليوم يصدحون بها و يطالبون الدولة بضرورة الالتزام بضوابطها، و ما يصاحب ذلك من هجوم إعلامي على مؤسسات الدولة و في مقدمتها المؤسسة القضائية، و ذلك لإيهام الرأي العام بأن ملف الفتاة المعتقلة، ملف مخدوم و محسوم سلفا.

 

 

طبعا قضية ازدواجية الخطاب هذه تتكرر في كل قضية يكون المتابع فيها واحد من أبناء هذا التيار أو أحد قياداته، حيث تنقلب الموازين عند هؤلاء إلى النقيض بشكل غير مفهوم،  و هذا يدل على أن مسالة القيم عندهم مسالة نسبية، يلتزمون بها ما دامت تخدم مصالحهم الشخصية و الفئوية، أما عندما تتعارض مع ذلك فينقلبون على أعقابهم بكل بساطة و دون أي حرج، و الأمثلة على ذلك لا تعد و لا تحصى سواء فيما يتعلق بالمجال السياسي العام أو المجال الفردي الخاص.

 

 

أما خطاب التبخيس و الاستنقاص من مؤسسات الدولة و التشكيك في نزاهتها المتساوق مع خطاب المظلومية، فهذا دين أبناء التيارات الإسلاموية و ديدنها، لذلك فلا غرابة من إعادة تشغيل هذه الاسطوانة المشروخة، في محاولة يائسة لاستجداء التعاطف، خاصة و أن هذه الاسطوانة غالبا ما تكون مؤثثة بالنصوص الدينية التي تستدعيها هذه الفئة لمنح خطابها نوع المصداقية المفقودة.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع