فوناس لعبّــر: إذا كان للحكومة نية حسنة فعليها سحب النظام الأساسي وفتح الحوار مع النقابات

تقارير كتب في 16 نوفمبر، 2023 - 16:45 تابعوا عبر على Aabbir
الحكومة
عبّر

لا يزال الشد والجذب بين الأساتذة والحكومة مستمرا، ففي الوقت الذي أعلنت فيه الشغيلة التعليمية تشبثها بضرورة سحب النظام الأساسي وفتح حوار جاد كشرط أساسي للعودة للأقسام؛ خرجت الحكومة لتُعلن استعدادها للحوار بشكل عاجل متى أرادت النقابات ذلك، وكأنها ترمي بالكرة في مرماهم.

وعلى الرغم من أن الحكومة تعلم جيدا أن سحب النظام الأساسي هو مفتاح الحوار المنتظر مع رجال ونساء التعليم، إلا أن ذلك لم يمنعها من أن تُجدد دعواتها للنقابات من أجل الجلوس على طاولة المفاوضات بغاية ما قالت عنه تجويد لهذا النظام، دون أن تُبدي رغبتها في سحبه، الشيء الذي لقي رفضا واسعا من طرف المُحتجين والهيئات الممثلة لهم.

وفي تعليقه على دعوة الحكومة الموُجهة للنقابات؛ قال أحمد فوناس، رئيس الرابطة الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، إن ذلك لا يُعبّر عن نية حسنة، لأن الشارع المغربي وجميع مكونات المنظومة التربوية يطالبون بنقطة واحدة ووحيدة ألا وهي سحب النظام الأساسي الذي تسبب في هذه المهزلة والكارثة.

وكشف فوناس، في تصريح لموقع ” عبّـر.كوم“، أن الرابطة تتابع بحسرة كبيرة ما يقع للمدرسة العمومية وللهدر المدرسي بالنسبة للتلاميذ وضياع حقهم في التعليم الذي يعتبر حقا مشروعا. مؤكدا عدم وجود أي نقطة تُمكن من تسجيل موقف حسن للحكومة، ذلك أن النية تكون بالعمل ولا يتم الاحتفاظ بها داخل القلب.

واستغرب فوناس، من قيام وزير التربية بإخراج وإصدار مرسوم النظام الأساسي في الجريدة الرسمية، رغم التنبيهات التي تلقاها ومحاولات تدخل من طرف النقابات وبعض التنظيمات والتي يوجد من ضمنها الرابطة الوطنية “من أجل ثنيه عن عدم إصدار المرسوم في الجريدة الرسمية، لكن الوزير أبى إلا أن يقوم بما يفتيه عليه ضميره وقام بإخراج هذا المرسوم”.

والآن، يضيف رئيس الرابطة الوطنية، جميع مكونات التربية الوطنية تنادي بسحب النظام الأساسي والعودة مباشرة إلى طاولة المفاوضات والحوار. مُعبّرا عن استغرابه من تصريحات رئيس الحكومة التي خاطب فيها الأساتذة بقوله ” ديروا النية”، متسائلا:” كيف يصرح بهذا الكلام هل نحن في حلقة أو نجلس في الشارع؟”.

ولفت المتحدث ذاته، إلى أن المدرسة العمومية يدرس بها 9 ملايين تلميذ وتلميذة وتجمع أبناء الطبقة الهشة والفقيرة جدا، وبالتالي على المسؤولين النظر بعين الرحمة إلى هؤلاء التلاميذ، والكف عن تأجيج هذه الوضعية. يشدد فوناس.

وخاطب رئيس الرابطة الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، رئيس الحكومة ووزير التربية الوطنية، بقوله:” إذا كانت لديكم النية الحسنة فاسحبوا النظام الذي أفاض الكأس وافتحوا باب الحوار مع النقابات، إذا كنتم لا تريدون الحوار مع التنسيقيات نظرا لأنها غير قانونية وغير منظمة”.

وحول تأثير احتجاجات الأساتذة على زمن تعلم التلاميذ؛ نبّه فوناس، إلى أنها لا تؤثر على الزمن المدرسي وحده، وإنما تؤثر أيضا على السلامة الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية  لأسر التلاميذ، وكذلك هدر للمال العام.

وانتقد المتحدث ذاته، الخرجات التي وصفها بالتافهة وغير المحسوبة لبعض أطراف الحكومة التي تصب الزيت على النار، في وقت تقدم فيه الأساتذة بطلب سحب النظام وإعطاء أجندات لنضالاتهم. معتبرا أن الحل لإهماد هذه النار هي ” دعوة النقابات إلى طاولة الحوار واعتبار النظام الأساسي غير قانوني، وفتح ورش حقيقي وإشراك جميع الفاعلين والشركاء في هذا الورش لأنه اجتماعي ووطني وذا أولوية وحق من حقوق الإنسان على الصعيد الوطني والدولي”.

وأكد فوناس، أن مختلف التنظيمات بما فيها الرابطة الوطنية لديها آراء استشارية، وبالتالي ” وجب على من تسلموا زمام الأمور وتولوا مناصب ذات القرار أن يفتحوا المجال لهذه التنظيمات وتوفير المكان والزمان للإدلاء بآرائهم، والتي إن كانت صائبة أهلا وسهلا بها، وإن كان العكس سنعرف حينها مكمن الخلل لدينا بخصوص هذا المشكل”.

وتابع المتحدث ذاته، إلى أن الرابطة وجدت نفسها بين حيص بيص، فمن جهة يوجد الأساتذة المتمسكون بقراراتهم وهم على صواب لأنه تم المس بكرامتهم، ومن جهة أخرى هناك حكومة متصلبة ومتمسكة هي الأخرى، وبالتالي يجب أن تكون هناك مرونة من أجل الحد من هدر هذا الاحتقان الاجتماعي.

وبخصوص تدارك الزمن المدرسي، شدد فوناس، على أنه ” إذا تم استئناف الدراسة بطريقة قانونية وجدية، فإننا نطالب كتنظيمات بعدم احتساب نقط الدورة الأولى، وكذا عدم  إشراك دروس الدورة الأولى في الامتحانات الإشهادية، في مقابل موافقتنا على تدارك ووضع خطة وبرنامج دعم وتقوية للتلاميذ وبمشاركة الجميع”.

وأكد رئيس الرابطة الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، أن ” المغاربة هم أصحاب التحدي؛ يقولون الشيء ويفعلونه، لكن شريطة أن يكون هناك حسن نية من طرف الحكومة والأشخاص الذين يقررون”.

غزلان الدحماني – عبّــر

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع