فرنسا واستعمار إفريقيا ونهب ثرواتها وإفقار شعوبها .. قصة لا تنتهي

الأولى كتب في 12 مارس، 2023 - 21:15 تابعوا عبر على Aabbir
فرنسا
عبّر

لازالت فرنسا تعمل بكل إصرار على إدامة نفوذها في القارة الإفريقية، مستعينة في ذلك بماضيها الاستعماري الطويل، حتى في ظل زيادة مزاحمتها الدولية من قبل بعض الدول كالصين وروسيا وتركيا.

فرنسا، وعلى بالرغم من حصول معظم مستعمراتها في إفريقيا على استقلالها، إلا أن الحكم الاستعماري لازال متواجدا في تلك الدول من خلال نظام استغلالي فرنسي، وهذا ما يفسر بروز مشاعر معادية لباريس واحتجاجات عنيفة ضد وجودها في المنطقة الإفريقية، في وقت يتهم فيه الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، روسيا ودولا أخرى بتغذية تلك المشاعر المتنامية ضد بلاده.

ومعلوم أن استغلال فـرنسا للقارة الإفريقية هي بمثابة قصة طويلة لم يكتب لها أن تنتهي، حيث لازالت جزر إفريقية قابعة تحت احتلالها كما هو الشأن بالنسبة لجزيرة “مايوت”، الجزيرة المسلمة التي استعمرتها فرنسا منذ سنة 1841 ولازالت في قبضتها وتعتبرها هذه الأخيرة جزءا لا يتجزأ من أراضيها.

بدورها جزيرة لا ريونيون لازالت تقع تحت حكم فرنسا، وهي جزيرة تقع في المحيط الهندي أيضًا، شرق جزيرة مدغشقر، وعلى بعد 120 ميلًا من جزيرة موريشيوس.

وتعتبر فرنسا الدولة الأوروبية الأولى من حيث النفوذ والقدرة على الحركة والفعل في الساحة الإفريقية وفق دراسة نشرها المعهد العربي للبحوث والدراسات، إذ عملت فرنسا على إنشاء المراكز الثقافية والمدارس والجامعات في مختلف الدول الإفريقية، كما اعتمدت على نشر اللغة الفرنسية من خلال إنشاء منظمة الفرنكفونية، وعقد قممها كل سنتين سواء في باريس أو في إحدى العواصم الإفريقية، بالإضافة إلى امتلاكها خمس قواعد عسكرية موزّعة على دول إفريقية عديدة.

فرنسا وإفريقيا

استقلال دول افريقية صوري مع التبعية..

لم يمنع حصول دول إفريقيا على استقلالها الذي يصفه البعض بأنه “استقلال صوري” فرنسا من التدخل عسكريا مجددا في المنطقة في بعض الدول الإفريقية من أجل إسقاط أنظمة معادية وتنصيب أخرى موالية لها، حيث اعتقلت القوات الفرنسية عام 2011 الرئيس العاجي المنتهية ولايته لوران غبابغو بعد قصف مقرّه وتسليمه لقوات خصمه حسن واتارا، الأمر الذي يرى فيه خبراء أن السياسة الفرنسية تغيرت ظاهرياً لكنها حافظت في عمقها على الصبغة الاستعمارية القديمة ونزعتها التدخلية التي تكون غالبا من طرف واحد تحت ذرائع منها “محاربة الإرهاب”.

ويرى مراقبون وخبراء في شتى المجالات بخاصة الاقتصادية، أن النھب الفرنسي لخیرات إفریقیا زمن الاستعمار متواصل إلى اليوم، وأن السيطرة الفرنسية على اقتصاديات هذه الدول وتحكّمها المباشر في معاملاتها التجارية والنقدية وسياساتها المالية لا يزال قائما.

وفي هذا السياق، سبق لنائب رئيس الحكومة الإيطالية، لويجي دي مايو، أن هاجم فرنسا واتهمها بـ”إفقار قارة إفريقيا، مضيفا أن اتفاقیات ما يُعرف بالاستقلال تجعل من فرنسا خامس اقتصاد في العالم، ولولا هذا الاستغلال الفرنسي الفاحش لثروات الدول الإفریقیة لكان اقتصادھا في المرتبة 15 عالمیا، داعيا الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على باريس بسبب سياساتها تجاه إفريقيا.

زربي مراد – عبّر

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع