شهادة حق في زيان ونجله الهمام

عبّر معنا كتب في 20 فبراير، 2024 - 17:01 تابعوا عبر على Aabbir
محمد زيان
محمد محمد

عند آل زيان
ليس في العري ما يستحق الاهتمام
فعورة قيدوم المحامين
ليست بالجلل الفتان
فلاهي غضة ولا مكتنزة
ولا هي مثيرة بالألوان
وليس في الرذيلة ما يخدش حياء
ولا ما يهدم بناء.
فما دام الشيخ جاوز الثمانين
فهو منفلت من التغطية
في الحيز الميت… هناك
حيث لا يجب أن يطاله القانون
حيث لا يليق بالعدالة أن تتجرّأ عليه
حيث يخجل منه السجن
فهو في درجة القديسين
وأصبح فوق كل ما هو وضعي
فوق الوطن، فوق الاخلاق
فوق الماضي والحاضر والمستقبل.

عند محمد زيان
القانون جائر لأنه صارم
والمحققون منحازون لانهم لا يغفلون عن التفاصيل
والقضاة قساة لانهم لا يبتسمون
والضحايا عديمو الرحمة لأنهم لا ينسون
والسجان بلا كبد لأنه يوصد الأبواب
ووزارة الداخلية بخيلة ومتحاملة
لأنها طالبته بأموال المواطنين التي علقت في خزائنه.

بالنسبة لزيان وآله وصحبه
التاريخ مصاب بالزهايمر
والنضال كوليزي مستباح
يُنصب على جمهوره بسهولة
فالمغاربة قوم فرجة سذّج
ممكن حشدهم بالتيك توك والفيسبوك
وما تيسر من البراحين
لغسل جماجمهم من الداخل
وحشوها بكائن جديد
لم يكن يوما محاميا مغرِّقا
ولا مناديا بإعدام الصحف
لم يكن أبدا وصوليا
يستجدي المنصب والكرسي
لم يكن مطلقا سياسيا سفسطائيا
لم يرافع يوما بمقابل ولم يبتز بالمهنة
بل هو صفحة بيضاء
وليد اليوم واللحظة
سقط من المريخ
لينقب عن الكنوز في قفار طاطا
ليوزعها على المساكين
وعن المياه الجوفية في الفيافي
ليسقي ظمأ العطشانين
هو مرسول الحب
سقط من الروض العاطر لجبر الخواطر
والدفاع عن حق الناس في اللذة
متى اتفق وكيفما اتفق.

زيان روبن هود من قشتالة
دخل السجن من أجل عيون الفقراء
هو فينيق ينبعث من رماد
لإضاءة خلوة المهمشين
أماالنزوات والخرششات
والخروقات و”البسالات”
فلن يكثرث لها أحد
ولن يعاتبه عليها الشعب
ما دامت ذاكرة المغاربة قصيرة
لذلك عليهم أن يصفقوا طويلا له
فيكفي أنه تجاوز الثمانين
وفحولته وصلت للعالمين
وتستحق أن تسجل في موسوعة للخوارق.
فليَنْظِموا له العيوط الموزونة
والقصائد الملحونة
وإلاّ فَهُم نكار خير
لا يستحقون الحياة والحرية
ما داموا لم ينصبوا له صنما
ولم يؤمنوا به كنجله رضا.

آه يا رضا…
طوبى لك
أنت مجتهد في تأبين أبيك
قبل خروج الروح
تفاوض القدر لاستقبال المعزين
لتحمل نعشه في مشهد بطولي
تحت اضواء الكاميرات
وأمام ميكروفونات الصحافة
فلربما رشحوك لجائزة نوبل في المسرح
وفي الطب وفي كل شيء.

رضا بارٌّ وفي لنهج لأبيه
منذور للتفوق عليه في الهرطقة والنواح
رضا من صلب أبيه
رضا تلميذ نجيب
يحفظ الدروس وهي ترفرف في الهواء
فقد علمه والده أن ميكيافيل
ليس في المستوى
علمه أن يُثبت الجفن كي لا يرف
أن يخرج عينيه من محجريها
أن يلوي عنق الحقيقة
علمه ألا تأخذه شفقة بذوي القربى
بصلبه، بدمه
ما دام السبيل للتركة قصيرا
فالغاية تبرر الوسيلة
هكذا علمه أبوه.

رضا لا يريد إلا وجه الله
يصلي بالتقصير لاستعجال الجنازة
رضا مهموم بالشعب
يريد أن يوزع عليه الدراهم والغنائم
من مطمورات أبيه المتفرقة في البلاد
فليس إذن مسموحا للأب أن يضعف أمام الجوع
فهو فدائي عيب أن يتراجع
لان الفّر من أمام الحقيقة خيانة للمساندين
و لكل المزايدين في بورصة الانحطاط
لأنه “يقلِّزُ” للمرابط ومنجب وحجيب
لأنه ينقلب بدون مُسَوِّغ
على جراندو ومنية وزكريا وبوسعادة
لأنه يخذل الروم والعجم
لأنه يخذل كل الأجندات التي تقامر به.

لا
ليس مسموحا للأب أن يؤنبه الضمير
ولو استلزم الأمر أن يوبّخه الإبن
وأن يستدعي ولي أمره من القبر
فليس مسموحا للأب أن يكون عاقا بولده
بعد أن علمه فنون السحر
ليس مهما أن يصرخ ويصفعه
ليس مهما أن يبصق في وجهه
فالابن أعلم بمصلحة أبيه
وهو هنا كلما استلزم الأمر
ليثني كل ملاك عن مراودته
فالرهان كل الرهان أن يبقى الأب
حليفا للشيطان
وأيقونة كل من خان الأوطان.

لا
رضا إبن أبيه
يعطيه الدليل إلى أخر رمق
بأن نسله في المساومة لم ينقطع
و بأن جيناته ليست في طور الانقراض
فما عليه إلا أن يقدم نفسه قربانا
لإيروس ولأفروديت
وما عليه إلا أن ينام للأبد
كي يمكن للنواحين أن يمارسوا هوايتهم المفضلة
ولَسوْفَ يسقي قبره بعطر وهيبة
ليرتاح الرفات
ولسوف يضمخ رمسه بدخان الأوراق المالية
كي لا يندم على ما فات
ولسوف يتلو على شاهده بيانات النعي الرنانة
كي لا يبقى وحيدا بعد الممات.

لا
رضا زيان لا يبتغي إلا مصلحة الأب
ولا يفرك يديه ولا يهتم بما تركه من وسخ الدنيا
رضا لا يلحد بآيات الله ولا بسيرة الرسول
ولا بفطرة الإنسان والحيوان
فالأب أصل تجاري كغيره
والمحاماة لم تخلق للترافع عن الفضيلة
ولا البدلة السوداء لقول الحقيقة
لا مانع إذن في استغلال الأب
وإقناعه بجواز الموت
لأنه تجاوز الثمانين
ولم يبق له مبرر للعيش
لأنه قد يتوب إلى الله في غفلة من الجميع
فيهدم معبد الرذيلة
و على كل حال،
فالغنيمة تستحق
والشهرة تستحق.

فهنيئا لك ايها الإبن الصنديد
فقدت خرجت من جبة من أنجبك
وعَلَوته في الركمجة
وفي فن الرقص على الأوتار
نم مطمئنًا
فلن يعاتبك في العقوق أحد
ما دمت صنيعة أبيك.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع