عادة ما يكون لكل مأساة تجار يستغلون كارثة من الكوارث لتحقيق مكاسب مادية وراءها تبرعات ، على غرار ما حدث ويحدث خلال الزلزال المدمر الذي ضرب عدة مناطق في المغرب قبل أسبوعين.
وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر خلاله شاب مغربي على متن قارب للهجرة غير الشرعية متجها لأحد البلدان الأوروبية، بعدما اشتراه ورفاقه بأموال التبرعات المخصصة لضحايا زلزال الحوز.
الشاب المغربي الذي اعترف بسرقة أموال التبرعات، برر فعلته بعدم استطاعته العيش في المغرب ورغبته في البحث عن آفاق جديدة في أوروبا، متعهدا بإرجاع المبلغ المسروق لأصحابه عبر أقساط عندما تتيسر أموره.
كما خاطب الشاب وقد غلبته دموعه، سكان الجبال وطلب منهم الصبر، متعهدا بإرسال الأغطية التي وُعدوا بها إليهم في العام الموالي.
والأكيد،أن ما اقترفه هذا الشاب وبغض النظر عن ظروفه، يبقى جريمة تدخل في باب خيانة الأمانة التي يعاقب عليها القانون وهذا طبعا في الحالات العادية، فبالأحرى أن يتعلق الأمر بسرقة أموال مساعدات لمناطق منكوبة دمرها الزلزال تدميرا وكانت حصيلته آلاف القتلى والجرحى والمصابين والمشردين الذين سقطت منازلهم فوق الرؤوس.
إن واقعة هذا النصاب الذي غيره كثيرون ممن يستغلون الكوارث على أشكالها ليتاجروا في مآسي الضحايا في غياب الوازع الديني والرادع الأخلاقي، لهي رسالة لكل من يسلك طريق التبرع غير المنظم وغير القانوني الذي ينتهي في حالات كثيرة بالنصب والاستيلاء على تبرعات العموم.
زربي مراد – عبّر
اترك هنا تعليقك على الموضوع