“لا أضيع أي مباراة”، هذه الكلمات قالها سابقاً سعيد الناصيري، رئيس الوداد الرياضي وعضو بالبرلمان عن حزب الأصالة والمعاصرة. كانت هذه الجملة تعبر عن التفاني والاهتمام الكبيرين التي يكنهما لفريقه ومشواره الرياضي. ومع ذلك، جاءت مفاجأة غير متوقعة في إحدى المحطات التي لم يكن يتوقعها الناصيري.
مباراة مصيرية قلبت كل المعادلات والحسابات لتحول الناصيري، الذي كان يتألق في ميدان المال ورياضة الأعمال، إلى متهم يواجه اتهامات جسيمة في ملف “اسكوبار الصحراء“، تتعلق بشبكة دولية لتجارة المخدرات وغسيل الأموال والتزوير في المستندات الرسمية. فقد جعلته هذه التهم المعقدة يقضي وقته في سجن عكاشة بالدار البيضاء، حيث يخضع لتحقيقات دقيقة بشأن اتهاماته.
سعيد الناصيري و الشهرة..
الناصيري، الذي حقق شهرة كبيرة في الساحتين الرياضية والسياسية، كان رئيسًا لأحد أكبر أندية المغرب، الوداد الرياضي، وفي الوقت نفسه عضوًا في حزب “الجرار”. كان يجمع بين النجاح الرياضي والارتباط بالشأن السياسي.
ابن الجنوب، صاحب شخصية هادئة، ولد الناصيري في عام 1969 في ضواحي مدينة زاكورة بمنطقة ‘درعة’. والده كان تاجرًا في منطقة “تامغروت” المشهورة بإنتاج منتجات من جلد الغزال والزعفران. بينما رحل والده عن المنطقة قبل أن يكمل الناصيري تعليمه، انتقل إلى المدينة الكبيرة “الدار البيضاء” حيث بدأ حياته المهنية في مجال البيع والشراء في الأسواق الصغيرة والكبيرة.
معطيات صادمة تلك التي كشفت عنها التحقيقات المنجزة مع رئيس الوداد البيضاوي، سعيد الناصيري، على خلفية قضية ” إسكوبار الصحراء”، حيث تبين أن المعني بالأمر كان يوثق كل ما يقع خلال الليالي الحمراء التي كان يُقيمها بمحل إقامته بالدار البيضاء.
التفاصيل: https://t.co/DqJzgDvsJe pic.twitter.com/IZaZJpVGIj— جريدة عبّر.كوم aabbir.com (@maroc_aabbircom) December 28, 2023
استفاد الناصيري من خبرته في عالم الأعمال لينخرط في مجموعة من المشاريع والصفقات التجارية، وأصبح جزءًا من قطاعات الاستثمار الرياضي والإعلام والتعمير والبناء. انضم إلى الوداد في عام 1999 وتولى عدة مناصب في المكاتب الإدارية السابقة حتى تولى رئاسة النادي في يونيو 2014.
طفولة سعيد الناصيري
في حديث سابق مع مجلة “جون أفريك”، شارك الناصيري ذكرياته كطفل يحب لعب كرة القدم، حيث كان يشغل مركز حارس المرمى وكان عاشقًا للاعب بادو الزاكي. هذا العشق للكرة والانخراط الكامل في متابعة مباريات الوداد والمنتخب الوطني كانا مصدر إلهام لدخوله عالم الرياضة والسياسة.
كانت رحلة الناصيري مع الوداد تعبيرًا عن عشقه للقلعة الحمراء، حيث بدأت رحلته في موسم 2012/2013، عندما قاد فصيل “الوينرز” لإسقاط الرئيس السابق عبد الإله أكرم. في تلك الفترة، أعلن سعيد الناصيري ترشحه لرئاسة الوداد وتمكن من تولي المنصب وإدارة الفريق الذي كان عليه أكثر من 4 مليارات سنتيم من الديون.
“عدم اضاعته للمباريات” كانت بداية لدخوله عالم السياسة من خلال انضمامه إلى حزب الأصالة والمعاصرة في عام 2011. شغل عدة مناصب إدارية في الجامعة الملكية لكرة القدم والعصبة الاحترافية وكذلك في الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف”. كانت علاقته مع فوزي لقجع، رئيس الجامعة، قوية، حيث كانوا يتشاركون في رؤية تطوير كرة القدم.
فوزي لقجع يضع ثقته في الناصيري..!
ثقة كبيرة كانت ملموسة بين الناصيري ولقجع، وتجلى ذلك عندما قام لقجع بتكليف الناصيري بمصاحبة أحمد أحمد، رئيس الكاف، خلال زيارته للدار البيضاء.
وتم تداول اهداء رئيس الوداد السابق لرئيس الكاف حينها، و الموقوف بسبب الاختلالات، سيارة فاخرة.
سعيد الناصيري قال حينها، بعد انتشار صورة تجمعه بأحمد أحمد :إنها كانت خلال إصلاح سيارتهما في محل للسيارات بالدار البيضاء.
و بخصوص مصادر تمويله، أكد الناصيري أن عمله ومشاريعه التجارية هي مصدر رزقه، مشيراً إلى مشاركته في مشروع AK Promotion العقاري واستفادته من حصة في إذاعة Médina FM.
اترك هنا تعليقك على الموضوع