روسيا تتجاهل الجزائر، وتؤكد وزنها الخفيف دوليا..

عبّر معنا كتب في 23 ديسمبر، 2023 - 15:00 تابعوا عبر على Aabbir
الجزائر
عبّر
الجزائر
الكاتب أحمد نور الدين : خبير في الشأن الإفريقي

 

يعتبر المنتدى العربي الروسي آلية من آليات الدبلوماسية متعددة الأطراف، وفضاء لمناقشة القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية بهدف تعزيز التعاون بين الدول العربية وروسيا وتنسيق المواقف في أفق بناء تصور مشترك وشراكة بين الجانبين.

ويمكن اعتبار هذا المنتدى أيضاً ألية من آليات القوة الناعمة التي يريد من خلالها كلا الطرفين التأثير على القضايا الدولية ومواجهة التحديات أو الضغوطات التي تمارسها بعض القوى الدولية الكبرى التي أبانت في العشرية الأخيرة عن نُزوع أحادي القطبية وطموح للهيمنة على النظام الدولي وفرض تصورها للعالم على باقي الدول. وقد تجلى هذا المنحى بالخصوص في الانسحاب من معاهدات واتفاقات دولية متعددة الأطراف بكيفية أحادية ودون مبررات مقنعة، كما برز أيضاً من خلال عرقلة عمل بعض المنظمات الدولية وعلى راسها الأمم المتحدة من خلال استعمال امتياز “الفيتو”، وكذلك من خلال التدخل في الشؤون الداخلية للدول أو الاعتداء على وحدة أراضيها وعلى سيادتها الوطنية.

لذلك يسعى الطرفان إلى تنسيق العمل من أجل الاحترام الكامل لسيادة الدول وسلامة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية أو محاولة فرض إصلاحات من الخارج بالقوة، وهذه المبادئ التي تحترم التعدد الثقافي والخصوصية الحضارية لكل بلد، هي الأسس من بين أخرى، التي قامت عليها الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، وتشكل القاعدة الصلبة للنظام الدولي، وأي اخلال بها قد يؤدي إلى انهيار المنظومة الدولية بأكملها، مما قد يهدد السلام والأمن العالميين.

واحتضان المغرب للنسخة السادسة لهذا المنتدى الدولي، دليل آخر على المكانة الدولية للمملكة والدور الريادي المتصاعد الذي تحظى به على المستوى العربي والإفريقي. كما يؤكد رصيد الثقة والمصداقية الذي يتوفر عليه المغرب لدى مختلف الأطراف في هذا المنتدى. وقد ترجم المغرب هذا الرصيد من خلال مقترحات تطمح للمساهمة في تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والتشاور السياسي بين الدول العربية وروسيا من خلال الرقي بمنتدى التعاون العربي الروسي إلى مستوى حوار استراتيجي فعلي وفاعل، يستجيب للتحديات الدولية ويساهم بفعالية في حل النزاعات، ويستفيد من الممارسات الفضلى لمنتديات مشابهة.

ومن جهة أخرى أثبت هذا الملتقى العزلة التي أوقعت فيها الجزائر نفسها بمقاطعتها للمنتدى العربي الروسي بسبب انعقاده بالمملكة، وهو الأمر الذي يساهم في فضح سياستها العدائية للمغرب ويؤكد ضلوعها في اختلاق وتغذية النزاع حول الصحراء المغربية.

وأكثر من ذلك، يعتبر تجاهل المشاركين لهذا الغياب في كلماتهم وفي البيان الختامي دليلاً آخر على الدور الهامشي للجزائر على المستوى العربي وحتى مع حليفها التقليدي روسيا، الذي سبق أن أشار إليها ضمنيا بالدولة “ذات الوزن الخفيف وعديمة الهيبة وليس لديها مواقف على الساحة الدولية”، كما جاء في تصريح للسيد لافروف خلال ندوة صحافية بمناسبة اختتام قمة مجموعة “البريكس” في جنوب إفريقيا صيف 2023، وكان يشير بذلك إلى المعايير المعتمدة لقبول أعضاء جدد في المجموعة

بقلم أحمد نور الدين

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع