تعيش على وقع هجرة سياحية..السعيدية بين الركود الاقتصادي الخانق وارتفاع الأسعار المطبقة

الأولى كتب في 10 فبراير، 2020 - 20:45 تابعوا عبر على Aabbir
السعيدية
عبّر

هناء امهني ـ عبّـر

 

تعتبر مدينة الجوهرة الزرقاء السعيدية الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط في الشمال الشرقي للمملكة المغربية، من أهم المدن السياحية على الصعيد الجهوي والوطني وأيضا الدولي، كما تعد من المنتجعات السياحية المغربية الواعدة، حيث تمتلك عشرات الكيلومترات من شواطئ رملية صفراء والمناخ المثالي طوال السنة، مما دفع العديد من الشركات السياحية خاصة الإسبانية الاستثمار فيها.

 

هذه المدينة المميزة والواعدة التي باتت كقاطرة للتنمية في جهة الشرق، أضحت تعيش في ظل غياب رؤية واضحة المعالم في تسييرها خاصة بعد تفشي مجموعة من الخروقات والاختلالات التي شابت مجموعة من المشاريع نتيجة حماية الشركات التي فوض لها تدبير هذا المجال.

 

وتعيش مدينة الجوهرة الزرقاء السعيدية أو كما سميت قديما بمدينة عجرود، على وقع ركود اقتصادي خانق وحاد، باعتبارها مدينة موسمية فقط تزدهر في فصل الصيف وتختنق شتاء نظرا لغياب رؤية استراتيجية وحكمة جيدة من طرف المسؤولين والمسيرين لتصبح هذه المدينة محور منطقة جهة الشرق اقتصاديا وسياحيا وحتى ثقافيا.

 

هذا الركود الحاد، جعل من مدينة الجوهرة الزرقاء من أغلى المدن السياحية على الصعيد الوطني حيث أن التجار وأصحاب الفنادق والمنازل المعدة للكراء أصبحوا يستغلون الفرصة الصيفية لتعويض ما مسهم من ضرر خلال فصل الشتاء فنجد أن حتى السياحة الداخلية للمنطقة لم تعد في ظل هذا الغلاء القاهر.

 

وللاستفسار عن الوضع، خرج موقع “عبّر.كوم” وسأل مجموعة من التجار وأصحاب الفنادق المصنفة وأصحاب المطاعم عن ما يجري في مدينة السعيدية الجوهرة الزرقاء لجهة الشرق والمتنفس الداخلي للمنطقة باعتبارها الأقرب لمحور وجدة أحفير وبركان ولعدة مدن أخرى.

 

وفي هذا الإطار، قال صاحب أحد المطاعم بنبرة يغمرها الحزن ” المدينة العزيزة على قلبي أضحى ينخر في جنباتها الركود الاقتصادي الخانق نظرا لعدم وجود حكمة في التسيير من طرف المجلس البلدي ولا أيضا من المسؤولين على الصعيد الوطني، وأنا الآن أفتح محلي المتخصص في إعداد الوجبات السريعة ليأتي شخص أو بالكاد شخصان لتناول الطعام وهذا ما يدعنا إلى رفع الأسعار”.

 

وتابع قائلا: “لقد قمنا بعدة وقفات مع عدة فاعلين بالمدينة لتخليص السعيدية مما آلت إليه، إلا أن نهج سياسة الآذان الصماء هي الطريقة الوحيدة التي يتم بها تجاهل مطالبنا البسيطة الكامنة في تحريك عجلة الاقتصاد بالجوهرة الزرقاء السياحية بامتياز”.

 

وفي ظل ارتفاع ثمن المبيت في الفنادق، سأل موقع “عبّر.كوم” أحد مدراء الفنادق المصنفة الذي لم يرد الكشف عن هويته، عن أسباب ارتفاع ثمن المبيت بشكل ملحوظ مقارنة مع باقي الفروع المتواجدة بجهات المملكة، وأرجع الأمر هو الآخر إلى السياحة الموسمية حيث أن المدينة تزدهر صيفا وتعاني في باقي الفصول ما يجعل أصحاب الفنادق هم الآخرين يرفعون من تكلفة المبيت.

 

وفي حديثه للموقع، اعتبر سائح مغربي يحمل الجنسية الفرنسية وهو في عطلة سياحية بالجوهرة الزرقاء، أن المبالغ التي واكبت فاتورة الفنادق المصنفة بالسعيدية مبالغ فيها بشكل كبير مقارنة مع فنادق أخرى بمدن سياحية أخرى منددا بـ”جشع الفاعلين في القطاع السياحي” وقائلا: “يجب دعم السياحة بالمدينة وليس تحطيمها لأننا نريد أن نعود إليها مرة أخرى وليس اختيار مدينة ثانية لقضاء العطلة”.

 

وصرح متحدث آخر للموقع: “قضاء العطلة في الخارج، وتحديدا أوروبا، يكلّف مالا أقل مقارنة مع قضائها في مدينة السعيدية، ويؤكد ذلك بالقول، في تصريح ل “عبر.كوم” متابعا؛ “إذا قارنّا الأسعار بالنظر إلى جودة الخدمات، نعم دول أوروبا أرخص”.

 

ويعترف ذات المتحدث، بأن المدن الأوروبية ليست كلها رخيصة، وبأن قضاء العطلة فيها ليس في متناول الجميع، لكنه مقتنع بأن “أوروبا عموما أرخص من مدن سياحية مغربية إذا قارنا جودة الخدمات المقدمة للزبون في الفنادق والمطاعم هناك مع نظيرتها في المملكة”.

 

في المقابل، يرى أيضا فاعلون في القطاع السياحي بمدينة السعيدية، أن ارتفاع الأسعار المطبقة من طرف المؤسسات السياحية في الجوهرة الزرقاء يعود إلى عاملين رئيسيين، أولهما أن نسبة الملء ضعيفة مقارنة بمدن أخرى، “وبالتالي من الطبيعي أن يكون هناك رفع للأسعار لتغطية مصاريف هذه المؤسسات المستثمرة”.

 

شاهد أيضا

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع