بودن: إسبانيا عبرت بوضوح عن موقفها بخصوص الصحراء المغربية وابتعدت عن التحفظ والرمادية

الأولى كتب في 19 مارس، 2022 - 09:30 تابعوا عبر على Aabbir
بودن
عبّــر

أكد محمد بودن الأكاديمي والمحلل السياسي، ورئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، أن رسالة رئيس الحكومة الاسبانية لجلالة الملك محمد السادس تمثل مؤشرا دالا على دخول العلاقات بين البلدين في مرحلة إيجابية هادفة يمكنها أن تشكل نقطة تحول استراتيجية في إطار دينامية مكثفة بالعوامل المشجعة.

 

وأوضح المحلل السياسي في تصريح له لـ”عبّــر .كوم” أن تعبير إسبانيا بوضوح عن قناعاتها بخصوص قيمة مبادرة الحكم الذاتي التي قدمتها المملكة المغربية سنة 2007 كحل منطقي ومرجعي للنزاع الاقليمي حول الصحراء المغربية ومركزية الوحدة الترابية للبلدين يمثل التزاما جديدا لاسبانيا مع المغرب كشريك استراتيجي أساسي في شمال إفريقيا.

 

وخلص بودن إلى أن الموقف الإسباني رغم أنه غير مألوف إلا أنه خيار واقعي ومتكيف مع حقائق الأمور وجوهر مصلحة إسبانيا وشعبها وعليه فقد اتسم بالوضوح المثمر وابتعد عن التحفظ والرمادية بخصوص ملف الصحراء المغربية والمصالح العليا للبلدين وجاء منسجما مع قرارات مجلس الأمن وأسسها المعيارية خاصة القرار 2602.

 

وأضاف ذات المتحدث أنه ثمة إعادة ضبط للعلاقات بين البلدين على أسس دقيقة ومحددات صريحة كما حددها جلالة الملك محمد السادس في خطاب 20 غشت 2021 والتي تتجلى في الثقة والشفافية والاحترام المتبادل والوفاء بالالتزامات.

 

واشار بودن إلى أنه لا شك أن المفاوضات بين البلدين رسخت لدى إسبانيا خلاصة واضحة بشأن الايمان العميق للمملكة المغربية بأن حقوقها السيادية مسألة محسومة بالإضافة إلى أن وحدتها الترابية لا ينبغي أن يعتبرها أي بلد كعقبة للتعاون معه، مضيفا أنه ثمة إدراك إسباني صريح لمكانة المملكة المغربية في الفضاء الاقليمي و ما تمثله قضية الصحراء المغربية بالنسبة للمغاربة و مدى الترابط الوثيق بين مصالح البلدين جيو – استراتيجيا و اقتصاديا و أمنيا.

 

وأوضح المحلل السياسي أنه لم يكن بامكان إسبانيا أن تتحاهل فرص المستقبل المشترك بين البلدين بحكم طبيعة العلاقات الثنائية المغربية -الاسبانية كواحدة من أهم العلاقات بين بلد أوروبي، وبلد إفريقي لما تتمتع به من زخم، وتاريخ حافل، وسعة نطاق، ومستقبل واعد وثقل لدى البلدين في الفضاء الأورو متوسطي.

 

وتابع بودن “أعتقد أن المستجد الإيجابي في العلاقات بين البلدين سيرفع التوقعات بخصوص جدول الأعمال المشترك بعد استئناف تبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين، وأتصور أن العلاقات بين المملكة المغربية و مملكة اسبانيا يمكن ان تمثل نموذجا لعلاقات المدى الطويل بين بلدين وازنين و هذا اساس متين لجعلها محصنة اكثر لأن القضايا ذات الاهمية بين البلدين متعددة”.

 

ووقف المحلل السياسي عند السياق الذي جاء فيه هذا الموقف “الموقف الإسباني بخصوص مبادرة الحكم الذاتي يأتي كذلك في ظل الدينامية الدولية التي تؤكد مصداقية و وجاهة المبادرة المغربية و في ظل الاتجاه الدولي المتزايد لدعم سيادة المغرب على صحرائه بالطرق الدبلوماسية و العملية و الاقتصادية،كما انه موقف يختزن رمزية بحكم الدور التاريخي لاسبانيا في ملف الصحراء المغربية”.

 

وأكد محمد بودن أن إسبانيا قامت بالقرار الصحيح الذي ينبغي القيام به ملبية تطلعات المملكة المغربية و انتظاراتها وعلى الجهة المقابلة فالموقف الاسباني له تأثيرات كبيرة على خصوم الوحدة الترابية للمغرب، معتبرا أن الموقف الاسباني الجديد يمثل تطورا لافتا في واقع العلاقات الثنائية و نصرا للدبلوماسية المغربية وتأكيدا على مهارتها في ادارة العلاقات مع القوى الدولية و الاقليمية وحرصها على تحقيق أهدافها بالتوازن المطلوب بين القناعات الجوهرية و المصالح الاستراتيجية في ظل بيئة دولية متشابكة.

 

 

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع