بنزاكور يتحدث عن تأثير متابعة أخبار الزلزال على الصحة النفسية ويكشف الفئة الأكثر تأثرا

الاسرة والصحة كتب في 18 سبتمبر، 2023 - 15:37 تابعوا عبر على Aabbir
الصحة النفسية لمتابعي أخبار الزلزال
عبّر

منذ أن ضرب الزلزال مناطق مختلفة من المملكة، وخلف قتلى ومصابين بالآلاف؛ والمغاربة لا يكفون عن متابعة كل مستجد يتعلق بهذه الكارثة الطبيعية التي استأثرت باهتمام المغاربة من داخل وخارج أرض الوطن، والعالم أجمع.

ولأنه لا حديث إلا عن الزلزال ومتابعة أخباره بشكل مفصل على مواقع التواصل الاجتماعي وكذا القنوات العمومية، فإن العديد من المواطنين أصبحوا يتلقون هذه الأخبار بشكل مبالغ فيه إلى درجة أنهم تأثروا بشكل كبير بهذه الأحداث وهو ما قد ينعكس على حياتهم النفسة.

محسن بنزاكور، أستاذ علم النفس الاجتماعي، قال في تصريح لموقع “عبّـر.كوم”، إن كارثة الزلزال حينما تصيب قوما كيف ما كانت طبيعة بنيتهم الشخصية لا يمكن إلا أن تؤثر سواء على المدى القصير أو على المدى الطويل، وهذا يكون أكثر وضوحا عند بعض الشخصيات وليس الكل.

وأوضح بنزاكور، أنه ليس كل الأشخاص قادرين على هضم الأزمة والمشاهد والإعلام وقوة الحضور، خصوصا الصور والفيديوهات التي أصبحت الآن في متناول الكل عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي.

الفئات التي تأثرت بالزلزال

لهذا، يضيف أستاذ علم النفس الاجتماعي، سنجد فئات من المواطنين؛ هناك فئات ستتعثر قليلا وبالتالي تؤمن بالواقعية وتعود إلى الواقيعة بتلقائية، ولكن هناك فئات من المجتمع منها أطفال، ومراهقين، وشباب، وعجزة كل حسب تصنيفاته النفسية، قد يصابون بنوع من الهلع (مثلا تسقط قنينة يقفز أو يسمع صوت منادي يقول إنه الزلزال)، ما يعني أن هؤلاء الناس ليس لديهم استعداد أن يعيشوا مثل هذه الأصوات أو مثل هذه الحركات مرة أخرى. وهذا نوع نسميه بالهلع.

كما أن هناك من ينظرون للصور ولا تظهر عليهم المعاناة ولكن أثناء النوم، يضيف بنزاكور، يعيشون نوعا من الكوابيس، حيث يسترجعون بعض الصور ويشخصوا تلك الصور التي هي عبارة عن ألم وتزعجهم أثناء نومهم ويعيشون نوعا من الاضطراب في النوم.

ولفت بنزاكور، إلى أن هناك “من يصاب بالأرق ولا يستطيع النوم؛ لأن الأفكار التي تراوده هي أفكار مبنية على الخوف والترقب، علما أنه ليس مقيما في منطقة بؤرة الزلزال، يعني فقط شاهد الأحداث عبر التلفاز. إضافة إلى وجود أناس آخرين عادة قبل الزلزال تكون لديهم اضطرابات ومتابعة عاطفية حتى هم يعانون من نوع من الهشاشة النفسية وحتى هم أكثر عرضة من الآخرين لاضطرابات نفسية كالكآبة، والقلق، ومجموعة من الأمراض التي تكون لديهم وتزيد في حدتها، لأن الناس في الأصل مضطربين”.

الأطفال: الفئة الأكثر تأثرا بالزلزال

وسجل أستاذ علم النفس الاجتماعي، أن ” 80 في المائة من السكان عادوا إلى حياتهم العادية ولدراستهم وعملهم، ولكن الفئة التي يجب التحدث عنها أكثر هم الأطفال لأن ذاكرتهم وجدانية وليست ذاكرة مبنية على التعقل والمعرفة العلمية والواقعية، يعني أن ارتباطهم بالأشياء يكون ارتباطا وجدانيا. وقد تظهر عليهم أعراض كالتبول السريري، والخوف من الظلام، والمغص في البطن رغم عدم وجوده وعدم الإقبال على المدرسة أو اللعب كذلك. وبالتالي فهؤلاء الأطفال يجب الإسراع بعرضهم على متخصصين ومنعم معا كليا من متابعة الأخبار، فهم لا يزالون صغارا على تحمل هذه الصور ومتابعة الأخبار بهذا الشكل”. يؤكد بنزاكور.

وحول النصائح التي يمكن أن ينصح بها متتبعي أخبار الزلزال؛ أشار أستاذ علم النفس الاجتماعي، إلى أن ” الخبر هو من أجل اتخاذ قرار ولكن عندما يصبح تتبع الخبر من أجل الاطمئنان الكاذب لأنه بمجرد السماع يبحث عن شيء للاطمئنان من خلال متابعة الجثث والدمار الذي خلفه الزلزال، وكذا الإحصائيات ويرى المرضى، فهو لا يبحث عن الاطمئنان في آخر المطاف وإنما يكرس مخاوفه”.

وأوصى بنزاكور بأن ” يمتنع الشخص عن الصور لسبب بسيط هو أنه لا يمكنه أن يمد يد المساعدة ولا يساعد نفسه بنفسه. وبالتالي أفضل وسيلة هي أن يعود إل حياته اليومية، ثم أنه ليست لديه قدرة على تغيير الواقع وبالتالي قبول أن الأمر حدث وأن الزلزال انتهى وأن الناس في أيدي أمينة وأيدي متخصصين، ويتكفل فقط بنفسه ويكف نهائيا عن متابعة الأخبار لأنها لن تفيده في شيء”. يشدد المتحدث ذاته.

غزلان الدحماني – عبّــر

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع