بلمير لـ”عبّـر”: ارتفاع منسوب الجريمة مرتبط بتطور المجتمع والمغرب يعش أزمة تربية

تقارير كتب في 15 أغسطس، 2023 - 15:00 تابعوا عبر على Aabbir
بلمير
عبّــر

شهد المغرب على مدار السنوات الأخيرة ارتفاعا في منسوب الجريمة  من قتل واغتصاب وهتك عرض وغيره، وهو ما جعل الكثير من المواطنين يعيشون حالة من القلق والصدمة دفعتهم للمطالبة في كل فرصة سانحة بضرورة التدخل للحد من انتشارها.

وأعادت الواقعة التي جرت فصولها بشاطئ الجديدة إثر قيام خمسيني بهتك عرض طفل في ربيعه التاسع، المطالب بتشديد العقوبات في حق مرتكبيها. في وقت تساءل فيه الكثيرون عن الأسباب الكامنة وراء ارتفاع الجريمة بالمملكة.

فؤاد بلمير، الباحث في علم الاجتماع، قال إنه لا يجب تهويل الأمر، لأن الجريمة بالمغرب مسألة عادية بالمقارنة مع الدول الأخرى مثل أمريكا التي تشهد ارتفاعا كبيرا في الجرائم. وأن وسائل التواصل الجديدة ساهمت في الكشف عن هذه الجرائم، ذلك أن الخبر أصبح ينتشر بسرعة.

وتابع بلمير، في تصريح لموقع “عبّــر.كوم”، أن الجريمة كانت موجودة، غير أن منسوبها يوافق تطور المجتمع المغربي من ناحية الكثافة السكانية التي بلغت 41 مليون نسمة.

وأوضح الباحث في علم الاجتماع، أن ذلك راجع لأسباب اقتصادية واجتماعية وسياسية، والتي تساهم في ظهور نوع من الجريمة لأن المجتمع يتحول. كما أن تقنيات الاتصال والإعلام الجديدة لعبت دورا كبيرا، خاصة فيما يتعلق بالجريمة الإلكترونية.

أما جرائم الاغتصاب وزنا المحارم، يؤكد بلمير، فقد كانت دائما موجودة، إلا أنه كان مسكوت عنها. والجديد اليوم في الجريمة هو الإعلان عليها ومواكبتها من طرف الكاميرات. وبالتالي فإنه بتعقد الحياة وازدياد المشاكل والكثافة السكانية؛  تظهر جرائم الانتحار والاغتصاب وغيره.

وبالنسبة للحلول؛ قال بلمير، إن المغربي عبد الله العروي لخص العملية كلها في التربية. موضحا أن المغرب اليوم يجب عليه إعادة النظر في مفهوم التربية لأن هناك خلطا بينها وبين الرعاية.

ولفت الباحث في علم الاجتماع، إلى أن الرعاية هي أن يضمن رب الأسرة حياة لأطفاله حسب مستواه السوسيواقتصادي، ولكن التربية هي عملية طويلة جدا تتطلب المواكبة والمتابعة والتواصل. مشيرا إلى أن هذا الخلط يوجد أيضا عند المتعلمين.

وأكد بلمير، على أن المغرب محتاج لإعادة النظر في قضية التربية ومؤسسات التنشئة الاجتماعية والمدارس والأسرة وكذا المسجد؛ إذ أن الأرقام تقول إن 13 مليون مغربي يؤدون صلاة الجمعة، وهذه فرصة لتمرير خطاب يلامس المشاكل الاجتماعية ويصل إلى أكبر عدد من المغاربة المعروف عنهم أنهم متشبثون بالفكر الديني والمعتقدات الدينية.

وشدد الباحث، عل ضرورة أن تتوجه خطب الجمعة نحو المشاكل الاجتماعية التي يعرفها المغرب والتركيز على التربية والقيم التي تعرفها الثقافة المغربية. وبالتالي ترسيخ المسجد كمؤسسة إلى التنشئة الاجتماعية.

وذكّر بلمير، بأنه قديما كانت هناك وزارة التربية والتعليم ” لأن المعلم والمدرس قبل تلقين مبادئ المعرفة كان يربي ويساعد الآباء في التربية، واليوم تخلوا عن دور التربية واكتفوا بتلقين المعرفة والمعلومة”. مؤكدا أنه “إذا كانت هناك أزمة في المغرب فهي أزمة التربية”.

غزلان الدحماني – عبّــر

 

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع