في موقف يكشف مدى نفاق عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، لم يجد حرجا في الدعوة إلى إسقاط التطبيع مع إسرائيل، واصفا إياها بالكيان الإجـ.رامي الفظيع، مع أن “حزبه الإسلامي” هو الذي وقع على التطبيع مع هذا الكيان على عهد سلفه سعد الدين العثماني.
بنكيران، الذي سبق ودافع عن الاتفاق الذي وقع مع إسرائيل، معتبرا أن حزب العدالة والتنمية جزء من بنية الحكم في الدولة، ولا يمكنه بالتالي رفض التوقيع، عاد وفي حربائية لا مثيل لها، ليشدد على أنه لا يرى وجها للتحالف مع إسرائيل باعتباره كيان يغتصب أرض ويقوم بإرهاب حقيقي، منذ 75 سنة، كما لو أنه لم يكن يعرف هذه المعطيات عن المحتل الصهيوني.
بن كيران، وفي كلمة افتتاحية له في ندوة نظمها حزب العدالة والتنمية لمناقشة قانون الميزانية 2024، وهو يتباكى على ما يتعرض له الفلسطينيون عموما وفي غزة على وجه الخصوص، زاعما أن ذلك أفقده الصواب وشغله ليل نهار وقطع قلبه، نسي أو تناسى يوم خرج في فيديو نشره على صفحته الرسمية على الفايسبوك، ليبرر الصور المتداولة بخصوص توقيع رئيس الحكومة والأمين العام للبيجيدي السابق، سعد الدين العثماني، على اتفاق التطبيع مع إسرائيل، معتبرا أن حزبه ليس حزبا عاديا، بل يرأس الحكومة، وعضو أساسي في بنية الدولة، ويتخذ القرار في القضايا المصيرية.
ولأن وجه ابن كيران لا تعلوه حمرة الخجل، اتهم المتضامنين مع فلسطين بالتقصير، معتبرا أن خروج الجماهير لم يكن بالقدر الكافي ولا الحكام قاموا بواجبهم في المساندة بالحد الأدنى الذي يطيقون، ولو كان رئيسا في الحكومة لما تردد في قمع المتضامنين ولوجد لذلك مبررا كعادته.
إن توقيع حزب العدالة والتنمية على التطبيع مع إسرائيل التي تحتل فلسطين منذ عقود تخللتها مجازر ومذابح، وخروج أمينه العام الحالي، عبد الإله بنكيران، للدفاع عن موقف حزبه أنذاك، قبل أن ينقلب كليا ويدعو لإسقاط هذا التطبيع اليوم، لهو متاجرة بالقضية الفلسطينية ومناورة سياسية تحاول استدراك التبعات وترميم تَأَكُّل رصيد الحاضنة الشعبية للحزب واستعادة حضوره، لاسيما بعدما تراجعه إلى المرتبة الثامنة برصيد 13 مقعدا في مجلس النواب في انتخابات شتنبر 2021، بعد أن كان في المرتبة الأولى في انتخابات عام 2011 برصيد 107 مقاعد، وبرصيد 125 مقعدا من أصل 395 مقعدا في انتخابات عام 2016.
زربي مراد ـ عبّر
اترك هنا تعليقك على الموضوع