لم تمر واقعة شريط الفيديو الذي وثقته إحدى التلميذات من ضحايا زلزال الحوز والذي يُظهر “رداءة” إحدى الداخليات بمراكش التي رُحّلت إليها رفقة زميلاتها، (لم تمر) مرور الكرام؛ إذ ورغم تدخل وزير التربية الوطنية في الموضوع، لا تزال الانتقادات تطاله على خلفية الواقعة.
وفي وقت دفعت الواقعة شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، إلى الانتقال إلى عين المكان ومعاينته والاعتراف بأنه يحتاج للعديدمن الإصلاحات؛ طالبت النائبة البرلمانية عن فدرالية اليسار، فاطمة التامني، الوزير الوصي عن القطاع بالكشف عن التدابير المتخذة من أجل توفير مكان لائق للتلاميذ المرحلين من المناطق المنكوبة، وأوضاع باقي الداخليات.
وكشفت التامني، في سؤل كتابي وجهته للوزير، يتوفر موقع “عبّـر.كوم”، على نسخة منه، أن المؤسسات الداخلية الموجودة بمدينة مراكش، والتي رُحل إليها التلاميذلا تصلح للاستقبال، لكونها ظلت مهجورة لسنوات فطالها الاهتراء والإهمال.
واستغربت النائبة البرلمانية من تبريرات الوزارة التي أكدت أن هذه المؤسسات تحتاج لترميم وإصلاحات. متسائلة بقولها:” كيف لمؤسسات رصدت لبنائها ميزانيات في وقت سابق، أن تتعرض للإهمال وتصبح مهجورة إلى أن صارت في هذه الوضعية الكارثية، رغم حاجة تلامذتنا للاستفادة من خدماتها، مما يضعنا أمام تبذير المال العام وعدم استثماره في المصلحة العامة”.
وانتقدت التامني، عدم وجود رؤية استباقية للأماكن التي سيرحل إليها التلاميذ والطلبة لاستكمال دراستهم، وأن الوزارة علمت بالأمر فقط من خلال الفديوهات المنتشرة. لتتساءل حول ما إذا كانت الوزارة ” تجهل الوضع الكارثي لهذه المؤسسات، وأن الفيديوهات التي نشرها التلاميذ المرحلين هي التي كشفت عن ذلك، وبالتالي فهي مسؤولية للوزارة بشكل أساسي ويتعين عليها تحملها”.
الوزير بنموسى يزور داخلية ابن يوسف بمراكش
وكانت وزارة التربية الوطنية، قد كشفت في وقت سابق، عن قيام الوزير بنموسى، يوم الأربعاء 20 شتنبر الجاري، بزيارة للقسم الداخلي للثانوية التأهيلية بن يوسف للتعليم العتيق بمراكش، من أجل زيارة تفقدية لهذا القسم الداخلي، بعد تداول فيديو لتلميذات يشتكين فيه وضعية هذا القسم.
وبحسب البلاغ، فقد “تأكد الوزير فعلا أن هذا الجناح بحاجة لإصلاحات، وكانت مناسبة للقاء التلميذات والتلاميذ والاستماع لهم ولانشغالاتهم”.
وقرر على إثر ذلك”التخفيف من أعداد التلميذات والتلاميذ بهذه الداخلية بما يمكن من تجنب الاكتظاظ بها، حيث سيتم، بتنسيق مع السلطات، تحويل التلميذات القاطنات والبالغ عددهن 230 إلى دار الطالبة – دار السراغنة بمراكش، وذلك يوم الجمعة 22 سبتمبر 2023”.
وتقرر أيضا استبدال شركة المناولة المكلفة بخدمة نظام المطعمة ابتداء من يوم الخميس 21 شتنبر2023. إضافة إلى إجراء الإصلاحات اللازمة لهذا القسم الداخلي، بصفة استعجالية ابتداء من يوم الخميس 21 شتنبر2023، والتي تهم أساسا الصباغة والنجارة والسباكة وتركيب الألواح الزجاجية والمرافق الصحية”.
ومن الإصلاحات التي أمر بها وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة؛ تخصيص خزانات فردية للتلميذات والتلاميذ بصفة فورية، وتعزيز تواجد وتدخل الأطر المكلفة بالدعم الاجتماعي والنفسي في فضاء هذه الداخلية من أجل مواكبة التلميذات والتلاميذ.
غزلان الدحماني – عبّــر
اترك هنا تعليقك على الموضوع