“الملك يتجاهل المتربصين و يؤكد أنه لا مجال لإزدواجية معايير الشركاء بخصوص الصحراء”

الأولى كتب في 7 نوفمبر، 2021 - 18:29 تابعوا عبر على Aabbir
الملك
عبّر

يسرى هتافي ـ عبّــــر

وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطابه بمناسبة الذكرى السادسة و الأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، مجموعة من الرسائل المباشرة و القوية للمنتظم الدولي و للأطراف الحقيقية المتدخلة في النزاع المفتعل حول الأقاليم الجنوبية، كما اتسم الخطاب السامي بالوضوح و الصراحة و الصرامة و الدعوة لحسم المواقف لتجاوز  الغموض و إدواجية المعايير بين ما هو سياسي و اقتصادي بالنسبة للشركاء الاقتصاديين للمملكة.

الملك محمد السادس

كما أكد جلالة الملك في بداية الخطاب أولا و قبل كل شيء أن مغربية الصحراء أمر محسوم و حقيقة ثابتة غير قابل للتفاوض، بحكم التاريخ و الشرعية و باعتراف دولي واسع، مشددا أن المغرب لم يكن يوما يتفاوض على صحرائه و لن يكون ذلك أبدا مطروحا فوق طاولة المفاوضات.

و أعرب جلالته عن إشادته بتدخل القوات المسلحة الملكية لتأمين حرية تنقل الأشخاص و البضائع بمعبر الكركرات لوضع حد للاستفزازات و الإعتداءات الصادرة عن الجبهة الإنفصالية، وهي الخطوة التي لقيت ترحيبا و إشادة من المنتظم الدولي و من دول إفريقية و عربية.

وفي سياق متصل نوه جلالة الملك بالدعم المتزايد و الملموس حول قضية الصحراء المغربية، حيث سجل اعتزازه بالمسار الدولي الذي أضحت تأخذه هذه القضية، و بالقرار السيادي للولايات المتحدة الأمريكية القاضي بإعتراف هذه الأخيرة بالسيادة الكاملة للمملكة على صحرائها، مضيافا أنه ينتظر من شركائه مواقف أكثر جرأة ووضوحا، بخصوص قضية الوحدة الترابية للمملكة، في إشارة قوية و واضحة إلى الدول الأوروبية التي تربطها علاقات و اتفاقيات قوية مع المغرب.

الملك
جلالة الملك:مغربية الصحراء حقيقة ثابتة لا نقاش فيها بحكم التاريخ والشرعية

وقدم جلالته المقاربة التي يعتمدها المغرب لتجاوز النزاع المفتعل و المثمتلة في العمل المتواصل من أجل  ترسيخ مغربية الصحراء على المستوى الدولي، فضلا عن مواصلة التعاون الصادق و المتواصل مع الأمين العام للأمم المتحدة و مبعوثه الشخصي و مع بعثة المينورسو وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

كما أشاد الجالس على العرش بالنجاحات الدبلوماسية القوية المنجزة و التي يتوجها إفتتاح أكثر من 24 دولة لقنصليات في مدينتي العيون و الداخلة، ما يؤكد الدعم الصريح و الملموس الذي يحظى به الموقف المغربي في محيطه العربي و الإفريقي، مبرزا أن سياسبية افتتاح قنصليات هي أحسن جواب قانوني و دبلوماسي على الذين يدعون أن الاعتراف بمغربية الصحراء ليس صريحا و ملموسا.

و وجه جلالته رسائل قوية و مباشرة لأصحاب المواقف المزدوجة و الغامضة حول قضية الصحراء، مسجلا أن المغرب لن يقوم بأي خطوة إقتصادية و تجارية لا تشمل الصحراء المغربية، في إشارة ضمنية إلى الحكم الصادر عن محكمة العدل الأوروبية و المتعلق بإلغاء قرارين تجاريين لمجلس الاتحاد الأوروبي مع المغرب، مما يعني أن المغرب لم يعد يقبل بالغموض في تعامله مع المنتظم الدولي، و أن احترام الدول الأجنبية للوحدة الترابية أصبح شرطا ضروريا للتعامل مع المملكة، و مقابل ذلك أعرب جلالته عن تقديره للدول و التجمعات التي تربطها بالمغرب اتفاقيات و شراكات و التي تعتبر أقاليمنا الجنوبية جزء لا يتجزأ من التراب الوطني.

و من أبرز ما ميز الخطاب هو أن جلالة الملك محمد السادس لم يتفاعل مع الترهات التي صدرت عن الجارة الشرقية الجزائر مؤخرا، بعد تصعيد هذه الأخيرة المتعمد، و الذي تحاول من خلاله إشعار فتيل الحرب بين البلديين الجاريين بأي شكل من الأشكال، كما أن جلالته لم يتفاعل مع القطيعة الدبلوماسية التي خططت لها الجزائر من خلال توجيهها لتهم واهية ضد المملكة، فضلا عن عدم تعليقه على اتهام الرئاسة الجزائرية الأخيرة للقوات المسلحة الملكية بقتل ثلاثة من مواطنيها في المنطقة العازلة خلف الجدار الأمني.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع