الدبلوماسية الجزائرية تتجرع مرارة الخيبات وكاتب جزائري يسرد عثراتها الدولية

تقارير كتب في 3 أكتوبر، 2023 - 09:00 تابعوا عبر على Aabbir
الدبلوماسية الجزائرية
عبّر

يبدو أن نجاح المغرب في احتضان كأس إفريقيا 2025 سيبقى غصة في حلق النخبة الجزائرية، وذلك بعد انسحاب الجارة الشرقية من سباق المنافسة ساعات قبل الحسم في منح المملكة شرف تنظيم العرس الكروي الإفريقي وهو الأمر الذي كان متوقعا نظرا لقوة الملف المغربي.

فشل المسؤولين الرياضيين الجزائريين في استضافة الكأس الإفريقية اعتبره الكاتب الجزائري، ناصر جابي، عثرة من العثرات التي تواجهها الدبلوماسية الجزائرية على المستوى الدولي. وهي التعثرات التي قال إنها لن تفارقها لكونها لا تزال متأثرة بالحراك الشعبي رغم محاولاتها في التعافي منه.

وقد تطرق الكاتب الجزائري، لهذه التعثرات في مقال له، والتي بدأت بحسبه بفشل بلاده في الانضمام إلى “البريكس” رغم كثرة الخطابات التي كانت تؤكد أن البلاد ستنضم للمنظمة المذكورة. إلى جانب الفشل في الظفر بشرف احتضان كأس إفريقيا 2025، على اعتبار أنه يتم استعمال كرة القدم كمنوم لفئات واسعة من الجزائريين.

ولام ناصر جابي، النخب الممثلة للدبلوماسية الرياضية لعجزها في الدفاع عن ملف الترشح لاحتضان الكأس الإفريقية في وقت مُنحت فيه “إقامة في الفنادق الدولية، مدفوعة بالعملة الصعبة في الخارج لوجوه رياضية، تبين بشكل سافر وهي تقدم ملفاتها للترشح لرئاسة فيدرالية كرة القدم، أنها في الغالب لم تتجاوز المرحلة الابتدائية من التعليم”.

ولم يتوقف الكاتب الجزائري عند هذا الحد، فقد تطرق إلى العديد من الملفات التي كانت سببا في تعثر بلاده على المستوى الدولي، لعل أبرزها الصورة التي وصفها بالباهتة والتي ظهرت بها القمة العربية التي احتضنتها الجزائر السنة الماضية، على مستوى الحضور الرسمي العربي على الأقل. إلى جانب المصالحة في دولة مالي ومبادرة الجزائر في ما يتعلق بأزمة النيجر، كلها كانت مهمة بالنسبة للجارة الشرقية. ناهيك عن المصالحة الفلسطينية، التي كانت تعوّل عليها الجزائر لإنجاح مؤتمر القمة العربي، ولتكون مناسبة لعودة الدبلوماسية الجزائرية إلى منطقة الشرق الأوسط المأزومة. وفق تعبيره.

وبعد أن تطرق إلى أبرز الملفات التي كانت تُعول عليها الدبلوماسية الجزائرية في التقدم خطوات إلى الأمام والتي كانت سببا في تعثرها دوليا؛ كشف ناصر جابي، أن أسباب ذلك راجع إلى ما وصفه بالجمود العقائدي الذي سيطر على الدبلوماسية الجزائرية وشل فعاليتها والتغير السريع الذي أوصلها للظهور بمظهر “الدبلوماسية المثالية” البعيدة عن الواقع.

الكاتب الجزائري الذي لم يستسغ عدم نجاح بلاده في احتضان كأس إفريقيا؛ انتقد مرة أخرى فشل النخبة الرياضية في الدفاع عن ملف الجزائر، أو الحصول على موقع داخل الهيكل القيادي للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم التي غابت عنها الجزائر.

ومن جملة التفسيرات التي قدمها الكاتب ذاته والتي تكشف عن سبب عثرات الدبلوماسية الجزائرية في الآونة الأخيرة، تطرق إلى قضية عملية التوظيف التي ما زالت سجينة الشللية، ومنطق المحاصصة العائلية، وكذا “غياب مراكز التفكير والاقتراح التي كان يمكن أن تساهم في عملية التجديد العقائدي المطلوبة، لإثراء القاعدة الفكرية لهذه الدبلوماسية التي استمرت تنهل من الفكرة الوطنية القديمة”.

وبحسبه، فإن الدبلوماسية ” تعيش حالة تكلس فكري، يصعب أن تعتمد في الخروج منها على الجامعة الجزائرية التي تعيش فراغا علميا رهيبا، لا يؤهلها للقيام بأي جهد في هذا الميدان. تاركة المجال مفتوحا لما تجود به الجامعات، ومراكز البحوث الأجنبية التي تحولت أمام هذا الفراغ إلى قوة اقتراح وتوجيه ناعم، لا بديل عنها بالنسبة للدبلوماسي الجزائري”.

وأشار الكاتب الجزائري إلى أنه ورغم تمكن بلاده في وقت سابق من إنتاج نواة دبلوماسية فاعلة منذ سنوات الاستقلال؛ إلا أن هذه النواة لم تتمكن من فرض وجودها نتيجة عدم الاستقرار على مستوى الحكومات.

وأعطى جابي مثالا بوزارة الخارجية الجزائرية التي تعاقب عليها 18 وزير خارجية منذ الاستقلال في 1962 لغاية 2023، ذلك لأنهم لم يكونوا كلهم من أصحاب الخلفية الدبلوماسية، وأن بقاءهم القصير في موقعهم الوزاري كان كعربون ولاء لبوتفليقة – الشخص، خلال فترة حكمه التي وصل فيها العبث لدرجة تعيين وزيرين اثنين لقيادة الخارجية.

وما كان مطلوبا، وفق الكاتب ذاته، هو تثمين ما هو موجود من مؤهلات دبلوماسية وطنية، وفتح مؤسساتها على النخب الوطنية المختلفة ذات الخبرة ـ بما فيها المهاجرة خارج البلد من خلال مؤسسات تفكير واقتراح تكون السند للعمل الدبلوماسي الرسمي.

غزلان الدحماني – عبّــر

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع