اسكوبار الصحراء.. قصة قضية أسقطت شخصيات بارزة

تقارير كتب في 2 أبريل، 2024 - 00:28 تابعوا عبر على Aabbir
اسكوبار الصحراء
عبّر

في لحظة من الزمن توجهات الأنظار إلى مدينة الدار البيضاء، القلب النابض و العاصمة الإقتصادية للمغرب ، المدينة التي ستشهد سقوط شخصيات بارزة بسبب قضية أثارت جدلا واسعا، و ابرز هذه الشخصيات هو سعيد الناصري رئيس فريق الوداد الرياضي و عبد النبي بعيوي رئيس مجلس جهة الشرق و في مركز القضية الرجل المعروف إعلاميا ب”بابلو اسكوبار الصحراء” و اسمه الحقيقي هو الحاج احمد بن براهيم.

و تكتنف قصة الرجل الكثير من التفاصيل حول قضية قضية سطو على ممتلكات بارون مخدرات يقبع في سجن الجديدة، بعدما تم توقيفه في مطار الدار البيضاء سنة 2019. فما قصة هذا الرجل الذي أسقط رؤوسا كبيرة حتى وإن كان خلف القضبان؟ كيف كانت بداياته وكيف تم السطو على ممتلكاته.

المالي أو اسكوبار الصحراء

المالي.. بداية القصة

رأى الحاج أحمد بن ابراهيم النور سنة 1976 في كيدال بمالي حيث الصحراء تمتد على مد البصر ، و في تلك الفترة كانت الأحوال المدنية في مهدها، حيث أن وثائق اثباث هويته لا تذكر يوم أو شهر الميلاد حتى اليوم.

ولد الحاج احمد بن براهيم من أم مغريية الأصل من مدينة وجدة و أب مالي و صار لقبه “مالي”، كانت تطبعها البساطة و يرعى الإبل، إلى أن وصل لمنعرج جديد في مسار حياته بعدما قدم المساعدة لرجل فرنسي تائها في الصحراء و أهداه الفرنسي سيارته نظير مساعدته به.

و في خطوة مثيرة قام “اسكوبار الصحراء” يبيع السيارة و عوض أن يحتفظ بالمال أرسلها الفرنسي صاحب السيارة، و هناك أدرك الأجنبي أنه أمام رجل ثقة، وقرر إشراك “المالي” في استيراد وتصدير السيارات بين أوروبا وإفريقيا وهي العملية التي أكسبته خبرة كبيرة عن دوائر العبور والطرق والجمارك وما إلى ذلك.

لم يتوقف الأمر عند السيارات بل انتقل المالي الى تجارة الذهب و وبشكل تدريجي نسج شبكته في منطقة الساحل و الصحراء، التي تُعتبر مركزًا للجريمة المنظمة، وهو ما مكنه من معرفة المنطقة بشكل جيد بما في ذلك قبائلها ولهجات المجتمعات في أزواد، ورسم الخرائط في منطقة الساحل والصحراء، وهي مهارات نادرة وثمينة.

و حسب صحيفة “جون أفريك” فإن المالي انتقل إلى مستوى أكبر، ليصل إلى نقل الكوكايين من أمريكا اللاتينية إلى غرب إفريقيا، ثم يتم نقل كمية معينة من المخدرات، إما عن طريق البر، عبر مالي والنيجر، إلى الجزائر وليبيا ومصر؛ أو عن طريق البحر إلى الساحل المغربي ثم إلى أوروبا.

الناصيري و بعيوي

الحاج ابراهيم و عالم النساء..

و اشارة الصحيفة الى أنه المالي صار يتحكم في سلسلة الإنتاج والتجهيز والتوزيع، بعد نسجه لعلاقات مع جنرالات متورطين في السياسة والمخدرات بدولة بوليفيا، بل بلغ به الأنر الىو قوعه في حب ابنة ضابط رفيع المستوى الذي وافق على تزويجها له في إطار تحالف بينهما.

و أبرزت الصحيفة ذاتها أن الحاج أحمد بن ابراهيم “دخل عالم النساء و ادعت بأن يكون له ابن في كل دولة و أنه كان ينوي إغواء كاثرين دونوف وأنجلينا جولي ومغنية مغربية لم تذكرها الصحيفة بالاسم.

و لفت المصدر ذاته الى أن المالي يملك جزيرة خاصة في غينيا، وشققا في البرازيل وروسيا – فقدها منذ بداية الحرب في أوكرانيا – وأرضا في بوليفيا، وفيلا فخمة في الدار البيضاء، ويشترك في فندق فخم في ماربيا، والقائمة تطول، وفق الصحيفة ذاتها.
علاقات متشابكة.

و أردفت الصحيفة أن “اسكوبار الصحراء” يحظى بدعم كبير في المغرب بالإضافة الى كونه السبب في خسارته. فمنذ عام 2010، تعاون مع منتخب بوجدة عاصمة الشرق، والعديد من القادة السياسيين من شمال المغرب وزاكورة لنقل الشيرا في بقية القارة.

و أوردت الصحيفة أن عمليات نقل المخدرات تتم ثلاث أو أربع مرات في السنة من سواحل السعيدية إلى ليبيا ومصر، ومن الجديدة وبوجدور إلى الشواطئ الموريتانية. إذ يتم نقل 30 إلى 40 طنًا من الشيرا في كل مرة.

وكانت أعمال المالي تسير على مايرام حسب الصحيفة حيث أن المغاربة يبيعون أسهمهم، ويستخدمها “المالي” لغسل أمواله، يشتري العديد من الشقق في مارينا السعيدية ويستثمر في العديد من الأعمال والمصانع ويقرض مبالغ جيدة لزملائه الجدد في اللعبة.

اسكوبار الصحراء في ضيافة الشرطة سنة 2015

و تم القبض على المالي سنة 2015 المستهدف بأمر من الانتربول وذلك بعد مطاردة مع الدرك الموريتاني في الصحراء الموريتانية، على الحدود مع المغرب، في سيارة تحتوي على 3 أطنان من الكوكايين. ومبالغ مالية كبيرة باليورو ومعه مغربي وجندي سابق في البوليساريو. قبل أن يتم الإفراج عنه بفضل شبكته التي كانت تضم بعض الجنود والقضاة الموريتانيين.

لكن في اليوم الذي كان سيعبر فيه الحدود ويغادر موريتانيا، تم اعتقاله مرة أخرى من قبل قوات الدرك، ليقضي أربع سنوات فقط داخل السجون.

عن جون افريك بتصرف

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع