صفاء بالي-عبّر
في الوقت الذي يحارب فيه المغرب على كل الواجهات لحماية حدوده ومعها حدود جيران من كل الآفات التي من الممكن أن تتربص به و بجيرانه، وذلك في سياق إيمانه الراسخ والمبدئي بقيم حسن الجوار، نجد أن المغرب ابتلي بجيران لا يعاملونه بالمثل، ففي الوقت الذي تجتهد فيه الجارة الشرقية في إغراقه بحبوب الهلوسة وغيرها من المواد المخدرة، كشفت بعض التقارير أن الجارة الشمالية بدورها تتواطأ مع مافيا تهريب المخدرات الصلبة، من أجل إغراق المغرب بهذه المواد الخطيرة على صحة و أمن الوطن والمواطنين.
وحسب ما أكده بعض المتتبعين، فإن العملية التي تمكنت من خلالها مصالح الأمن الوطني بتنسيق مع عناصر الجمارك بميناء طنجة المتوسط، زوال أمس الجمعة، من إجهاض عملية كبرى لتهريب 361 ألفا و672 قرصا طبيا مخدرا وحجز أربعة كيلوغرامات و477 غرام من الكوكايين كانت موجهة نحو المغرب انطلاقا من إسبانيا، والتي أسفرت عن توقيف المتورط في هذه القضية، وهو سائق يبلغ من العمر 62 سنة، وصل إلى المغرب على متن رحلة بحرية قادمة من ميناء الجزيرة الخضراء بإسبانيا، حيث أسفرت عملية التفتيش والمراقبة الحدودية عن حجز هذه الكميات القياسية من الأقراص المهلوسة والكوكايين المحجوز داخل سيارة نفعية، تشير إلى أن هناك احتمال كبير بأن تكون السلطات الإسبانية متورطة في العملية، ومن الراجع أن تكون قد يسرت لهؤلاء المجرمين الدخول إلى التراب الوطني، خاصة وأن ظروف النقل وحركة المسافرين مازالت ضعيفة بسبب تداعيات وباء كورونا، وبالتالي فلا مبرر يمنع عناصر الحرس الوطني الإسباني من تفتيش السيارات و المركبات العابرة بشكل دقيق.
إسبانيا التي يبدوا أنه لا تعترف بمبادئ حسن الجوار إلا كان ذلك يصب في مصلحتها فقط، أما أن تقوم هي بما يجب تجاه جيرانها فيبدو أن هذا آخر ما تفكر فيه، لذلك فليس من المعقول أن تطالب إسبانيا من المغرب تشديد الحراسة على حدوده حماية لها دون أن نقوم هي بالمثل حماية لسلامة و أمن المملكة من المخاطر القادمة أو العابرة لها.
اترك هنا تعليقك على الموضوع