ألم يكن الأولى بالجزائريين أن يخرجوا للشوارع تضامنا مع فلسطين أو احتجاجا على طوابير العار؟!!

عبّر معنا كتب في 2 فبراير، 2024 - 18:00 تابعوا عبر على Aabbir
الجزائريين
جريدة عبّر

 

كعادتها في دخول التاريخ بفضائح تهتز على وقعها في كل وقت وحين، أصبحت الجزائر أول بلد يخرج شعبها للشوارع للاحتفال بهزيمة منتخب بلد جار في بطولة كروية قارية بعدما لم يجد ما يفرح به وقد تكالبت عليه النكسات والصفعات، فلا بريكس ولا عدس ولا حليب ولا حل لطوابير العار والذل تحت حكم النظام العسكري.

 

ففي مشاهد مخزية تكشف حجم النفاق والتناقض والإفلاس الفكري، خرج آلاف الجزائريين في عدد من المدن ليحتفلوا بهزيمة المنتخب المغربي أمام نظيره الجنوب إفريقي ومبررهم في ذلك أن “بلد مانديلا” وقفت مع فلسطين، مع أن هؤلاء الجزائريين لم يخرجوا للتضامن مع فلسطين في عز الحرب الإسرائيلية على غزة، وحتى الذين خرجوا على قلتهم، قمعهم النظام العسكري ومنعهم من التعبير عن دعمهم للفلسطينيين، وهو الذي ظل يرفع لعقود شعار “مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”.

 

من حق الجزائريين أن يحتفلوا بهزيمة المنتخب المغربي، لكن لو كان منتخبهم هو الذي فاز عليه وليس جنوب إفريقيا، كما من حقهم أن يفرحوا لو أن منتخب “ثعالب الصحراء” كان أحسن حالا، أما وإنه يراكم الفشل والخيبات وقد ودع كأس الأمم الإفريقية من دور المجموعات للمرة الثانية على التوالي ولم يشارك في كأس العالم الأخيرة بقطر، فهذا يجعل المرء مشدوها من قلة حيائهم وهم يسخرون من منتخب مغربي على الأقل لم يغادر المنافسة من دورها الأول، ناهيك عن كونه صاحب الإنجاز التاريخي غير المسبوق عربيا وإفريقيا باحتلال المركز الرابع عالميا في مونديال قطر، وهو إنجاز لن يستطيع منتخب الكابرانات تحقيقه حتى لو بقي يسعى لذلك حتى قيام الساعة.

 

هؤلاء الجزائريون هم أنفسهم الذين سبق وخرجوا للاحتفال بفوز المنتخب الفرنسي على نظيره المغربي في نصف نهائي كأس العالم بقطر، مع أن فرنسا التي استعمرتهم لقرن واثنين وثلاثين سنة، قتلت منهم الملايين واغتصبت نساءهم ونهبت ثرواتهم ولازالت تهينهم بوضع جماجم قتلاهم في متاحفها رافضة إعادتها لهم، في إهانة واحتقار كبيرين، وبالمقابل يسجل التاريخ أن المغرب ساند ثورتهم التحريرية قيادة وشعبا وفتح لهم مصانع الأسلحة واحتضن قادتهم على أرضه، أفلم تعل وجوههم حمرة الخجل وهم يفعلون فعلتهم الشنيعة؟!!.

 

كان الأجدر بهؤلاء الجزائريين المغرر بهم، أن يخرجوا لمناصرة فلسطين في عز الحرب الإسرائيلية على غزة وأن يتحدوا عصابة العسكر التي قمعتهم، كما كان عليهم أن يخرجوا لمواصلة الحراك الشعبي الذي بدأوه بشعار:”يتنحاو گاع”، أو الخروج احتجاجا على الأوضاع الكارثية والوقوف منتظرين في طوابير الذل والعار، في بلد يسبح على بحر من الغاز والبترول، لا الخروج للاحتفال بهزيمة منتخب بلد جار في لعبة الجلد المدور التي لن تقدم ولن تؤخر للأوطان والشعوب.

 

ومما لا شك فيه أن الجزائر تعيش أزمة أخلاقية وعصابة العسكر المجرمة نجحت في جر الشعب الجزائري لمستنقعها العكر، بأن زرعت في قلوب أفراده العداوة والكراهية والبغضاء والحقد على كل ما هو مغربي، لدرجة أن نطقت الألسنة ذلك وصارت تتباهى به، مستعينة بإعلامها الفاجر وأبواقها الانتهازية وذبابها الالكتروني، وكل ذلك بهدف الاستمرار في تنويم الشعب المغلوب على أمره والمداراة على جرائمها وفسادها ونهبها للبلاد وثرواتها.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع