قضية هاجر الريسوني و التضامن الأعمى

الأولى كتب في 11 سبتمبر، 2019 - 13:08 تابعوا عبر على Aabbir
هاجر الريسوني
عبّر ـ ولد بن موح

محمد بن حساين

 

بعيدا عن الخوض في إعراض الناس و المس بحياتهم الشخصية، كما تدعو إلى ذلك القيم الإنسانية و المبادئ الكونية لحقوق الإنسان، فإن حملة التضامن اللامشروط التي انخرط فيها البعض مع الزميلة الصحافية، هاجر الريسوني، المعتقلة على ذمة قضايا تتعلق بالفساد و الإجهاض تقتضي وقفة مع الذات و علة ذلك أن المنهج الذي تبناه هؤلاء للتعبير عن تضامنهم مع حالة الريسوني، لا ينسجم مع ما يحمله هؤلاء أو اغلبهم من مبادئ و قيم، زد على ذلك أن الاتجاه الذي أخذه ذلك التضامن لا يخدم مصلحة السيدة و لا خطيبها و لا الأشخاص الآخرين المعتقلين أيضا على ذمة الملف.

 

 

فغالبية هؤلاء المتضامنين كانوا إلى عهد قريب يهاجمون كل من سولت له نفسه الحديث عن الحريات الفردية، بما فيها الحق في الإجهاض، حيث لازلنا الكل يتذكر تلك الهجمة السرشة التي تعرض لها أحد الزملاء الصحافيين، بعد أن ظهر على إحدى القنوات الفضائية، و هو يدافع عن الحريات الفردية، بما فيها ممارسة الجنس خارج مؤسسة الزواج و الإجهاض، مما يؤكد على أن الحملة التضامنية التي يقودها هؤلاء، هي حملة عمياء لا أساس منطقي لها، إلا من حيث المبدأ القائل أنصر أخاك ظالما أو مظلوما.

 

 

هذا مع الإشارة إلى أن التضامن الذي أبداه البعض مع هذه السيدة، هو تضامن سياسي و ليس حقوقي، الهدف منه بالنسبة لعدد من المتضامنين هو تصفية الحسابات مع الدولة، حيث أنهم لم يكونوا ليفوتوا مثل هذه الفرصة دون الانخراط في حملة التبخيس و التشكيك في مؤسسات القضاء و عمل المؤسسة الأمنية، فقط ليقنعوا الرأي العام بما يدور في دواخلهم المريضة.

 

 

لذلك فالنقاش يجب أن يتمحور على المبادئ الأخلاقية و القيمية التي تحكم المجتمع، بعيدا عن تلك الفتاة التي وقعت في خطأ يعتبر من الكبائر في عرفها و ثقافتها و عند عشيرتها داخل الحركة الإسلامية، حتى أن عمها الذي يصنف على أنه إمام الأصوليين و المقاصديين في عصرنا الحالي، و هو أيضا رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أصيب بالخرس و لم ينبس ببنت شفة، و هو الذي كان يكيل المكاييل لدعاة الحريات الفردية و الحق في الإجهاض.

 

 

واقعة هاجر الريسوني، و قبلها فضائح محمد يتيم و الحبيب الشوباني و مولاي عمر بنحماد، التي تدخل جميعها في إطار الفضائح الجنسية، لا بد و أنها ستحدث خرقا قويا في المنظومة القيمية التي يتبناها تيار الإسلام السياسي، الذي لن يستطيع بعد اليوم الركوب على القضايا الأخلاقية لمهاجمة خصومه، بعد أن تورطت قياداته ذاتها في تلك القضايا.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع