نورالدين لعبّر: تجاهل الملك للانفصاليين وحاضنتهم دليل على فقدان الجزائر لأي وزن في ملف الصحراء

سياسة كتب في 7 نوفمبر، 2023 - 14:45 تابعوا عبر على Aabbir
أحمد نورالدين
عبّر

أكد الملك محمد السادس، في خطابه بمناسبة الذكرى الـ48 للمسيرة الخضراء، أن استرجاع الأقاليم الجنوبية للمملكة؛ مكّن من تعزيز البعد الأطلسي للمغرب، كما مكنت تعبئة الدبلوماسية الوطنية من تقوية موقف المغرب، وتزايد الدعم الدولي لوحدته الترابية، والتصدي لمناورات الخصوم، المكشوفين والخفيين.

وحمل الخطاب الملكي رسائل مهمة، كان أهمها تجاهل الحديث عن الجبهة الانفصالية البوليساريو والجارة الشرقية للمملكة وخصوم الوحدة الترابية، واكتفى بوصفهم بالخصوم المكشوفين والخفيين.

الخبير في العلاقات الدولية، أحمد نورالدين، قال في تصريح لموقع “عبّـر.كوم”، إن ما كان مثيرا في هذا الخطاب هو أنه تجاهل بالمرة الانفصاليين وحاضنتهم ” لأنه في خطاباته السابقة كان يعطي مجالا واسعا للحديث عن اليد الممدودة للنظام الجزائري وما يشكله مشكل الصحراء من عوائق أمام الاندماج وغيره من القضايا”.

وأضاف أحمد نورالدين، أنه اليوم نلاحظ  أن هناك تجاهلا لحاضنة الانفصاليين وهي الجارة الشرقية، وهذا التجاهل ربما قد نقرؤه من باب أن هذا البلد لم يعد له وزن على المستوى الدولي، وأصبح يغرق شيئا فشيئا في مشاكله وصراعاته الداخلية وفقد المصداقية على المستوى الدولي في أكثر من مجال.

وأشار الخبير في العلاقات الدولية، إلى الصفعة التي تلقتها الجزائر من أقرب حلفائها حينما تم رفض طلبها لمنظمة “البريكس” والتصريحات المهينة التي صرح بها وزير خارجية روسيا لافروف، حينما قال إن الدول التي تم قبولها هي الإمارات ومصر والسعودية والأرجنتين وإثيوبيا والتي لها وزن ولها مصداقية؛ ما يعني أن الدول التي رُفض قبولها ليس لها وزن ولا مصداقية على الساحة الدولية.

وبالتالي، يضيف أحمد نور الدين ” نحن الآن أمام واقع حتى أن الحليف الروسي للجزائر على الأقل في الجانب العسكري يصف هذا البلد بأنه ليس له وزن”. وانطلاقا من هذا الباب فالمغرب اليوم أصبح متيّقنا على أن تسوية ملف الصحراء هي مسألة وقت، أما القناعات الدولية فأصبحت تدعم المقترح المغربي للحل مثلما عبرت عنه دول أوروبية.

ولفت الخبير ذاته، إلى أن أزيد من 13 أو 14 دولة أوربية تؤيد بشكل صريح المشروع المغربي للحكم الذاتي كحل وحيد والدول الأخرى لا تتخذ مواقف معادية للمغرب. بالإضافة إلى الموقف الأمريكي الذي اعترف بالسيادة المغربية على صحرائه، وكذا الدول التي فتحت قنصلياته في إفريقيا، والمواقف التاريخية والتقليدية للدول العربية والإسلامية التي تتجاوز الـ50 دولة.

وأكد أحمد نورالدين، أن تجاهل الجزائر في هذا الخطاب يعني أن الملف لم يعد للجزائر تأثير فيه، وأن المغرب لم يعد يعوّل على الجارة الشرقية لا في حل المشكل ولا حتى في التنمية والاندماج الإقليمي. وبالتالي المغرب يعتبر الآن أن الفضاء الأقرب لتحقيق هذا الاندماج الإفريقي هو الفضاء الأطلسي لأنه يعطي إمكانيات أكبر لأن 23 دولة ليس هو 5 دول مغاربية.

كما يعطي أيضا، وفق الخبير في العلاقات الدولية، الآفاق الأرحب نظرا للبنيات التحتية التي شُرع فيها أو الموجودة ضمن المشاريع المستقبلية، ومن بينها أنبوب الغاز المغربي النيجري الذي تحدث عنه الملك، والذي سيسهم في اندماج 11 دولة في غرب إفريقيا، بالإضافة إلى مشاريع البنيات التحتية من لوجستيك ونقل طرقي وسكك حديدية وطرق بحرية وموانئ على هذه الواجهة الأطلسية.

واعتبر أحمد نورالدين، أن هذا التجاهل هو تقييم أو إعلان عن موت الدور الجزائري في قضية الصحراء وفقدان الجزائر لأي وزن في هذا الملف. ما يعني أن هذه الخلاصة هي نتيجة للعمل الدؤوب للسياسة الخارجية التي قادها جلالة الملك على الأقل خلال 15 سنة الماضية تجاه إفريقيا من خلال زياراته والمشاريع الكبرى التي دشنها بالشراكة مع إفريقيا، والتي كانت تنم عن تصور عام للاندماج الإفرقي وفي نفس الوقت تثبيت للوحدة الترابية والوطنية للمغرب وتحويل مشكل الصحراء من عائق للتنمية الإقليمية مغاربيا إلى جسر وإلى منصة لتطوير العلاقات الاقتصادية والاندماج الاقتصادي على مستوى القارة ككل.

وبالتالي، يؤكد الخبير في العلاقات الدولية، سيصبح هذا المشروع الأطلسي بمثابة سد “يأجوج ومأجوج” الذي سيفصل بين منطقة غرب السد يسود فيها الاستقرار والأمن والاندماج الاقتصادي، في مقابل منطقة شرق السد تتفشى فيها ظواهر الإرهاب وعدم الاستقرار والصراعات الإثنية، وتنشط فيها منظمات الجريمة العابرة للحدود.

غزلان الدحماني – عبّــر

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع